محمد ابو هزيم يكتب: نقابة المعلمين ووطنيتها المزيفة

محمد ابو هزيم يكتب: نقابة المعلمين ووطنيتها المزيفة
2020-07-28
محمد أبو هزيم
ن.ب

سما الاردن | ما نعيشه اليوم من تعنت مجلس نقابة المعلمين وإصراره على العلاوة التي ربما ليست الهدف المنشود لهم، يظهر للجميع حجم البراغماتية التي يعتمدها المجلس، فما ذلك إلا محاولة منه لبث سمومه بغطاء الوطنية المزيفة، "لكن ما خفي أعظم".

إن من يدعي الوطنية لا يمكنه الانغلاق على ذاته في سبيل مصلحته الشخصية، خصوصا إن كان المتضرر من الفئات الهامة في المجتمع وهو "الطالب"، فنجد أن من راهن على النقابة لحفل، فهي لم تعد في مقياس الوطنية الحقيقية كما اعتقد البعض، لتنصلها من مسؤولياتها تجاه العملية التربوية، ولم تعد تتغنى إلا بعلاوئها،فحاولت أن تستقطب حولها من المؤيدين لترفع من شعبيتها، ولتكتسب حضوراً سياسياً قوياً. 

كانت النقابة تصدح حناجرها و هي تطالب بمحاربة الفساد، لنجد اليوم أن الفساد قد نخرها من جذورها، فتأكلت كل مقوماتها التي تساعدها على النهوض بالعملية التربوية أو حتى إعداد طالب ذي مؤهلات عالية، حيث انها فقدت أخلاقيات العلم وأخذتها العزة بالإثم وأصبحت تسير الأزمة وتدير المشهد وفق أهدافها.

إن المتابع لقضية النقابة يجد أن مطالبها ذهبت إلى ما هو أبعد من المطالب الوظيفية، بل انتقلت مطالبهم إلى مطالب حراكية، وذلك أظهر حجما الأهداف المشوهة التي تسعى إليها، و أحدث شرخاً كبيراً بين المؤيدين خصوصا من أولياء الأمور الذين أصبحوا متخوفين بشكل كبير على أبنائهم بعد أن طالت الأزمة،وأصبحت تسير في طريق مجهول.

أن يخاطب معلمون الحكومة بقولهم "يا حكومة اعقلي" ثبت جيداً أن العملية التربوية بحاجة إلى إصلاح تربوي قبل التعليمي، يظهر جليا المرجعية التي تتخذها النقابة، حيث أن ذلك ليس عرفا نقابية أو وظيفية وبعيدا عن الكياسة والأدب الخطابي الذي اعتدنا عليه في المؤسسة التربوية، وخروج عن النص الوطني. 

بعد أن اكتسبت النقابة تأييداً كبيراً في البداية، إلا أن التجييش والانحراف عن المساردالمطلبي وهو العلاوة، والمطالبة بما هو أبعد من ذلك أحدث تراجعا كبيرا بين المؤيدين ومن بينهم عدد كبير من المعلمين، الذين وجدوا النقابة تسير في اتجاه غير المتفق عليه وانحرفت عن مسارها الذي أكسبها تأييدا في البداية. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء