رَفَح ما بين القانوني والعسكري !!! 

رَفَح ما بين القانوني والعسكري !!! 
2024-04-27
ن.ب

سما الاردن | تَظهر مشكلة مدينة رفح في معركة الحق والباطل التي تدور حاليًا في قطاع غزّة وَقَد استطاعت دولة الاحتلال جرّ العالم أجمع إلى البحث في كيفية تخفيف أثار العدوان و / أو الحدّ مِنْ الخسائر البشرية في الجانب الفلسطيني وهذا دهاء صهيوني مشهود له !! واستطاعت دولة الاحتلال تهميش الدور العربي بطريقة تُثير الاستغراب خاصةً فيما يتعلق بدولة مصر التي تربطها معاهدة سلام معها !! وحيث أنّ المحللين والمعلقين والباحثين العسكريين قَدْ أشبعوا مسألة الاجتياح العسكري بحثًا ومناقشة وهم الأقدر على الكتابة في هذا الأمر فَلَنْ أخوض فيه ، وسأبحث فيما يتعلق بالجانب القانوني وذلك في ظلّ وجود معاهدة السلام ما بين جمهورية مصر ودولة الاحتلال الاسرائيلي حيث يثور السؤال ماذا يترتب على هذا الاجتياح ؟ وما هو دور مصر ؟ . 

تمّ توقيع هذه المعاهدة في عام 1979 في عهد الرئيس السادات وذلك لغايات إعادة صحراء سيناء وترسيخ السلام ما بين الدولتين !! ونتيجة لهذه المعاهدة تمّ تقسيم سيناء إلى ثلاثة مناطق " أ" و "ب" و"ج" ولكل منطقة أحكام خاصة بها من حيث وجود القوات العسكرية والأسلحة وهذا التقسيم هو على الجانب المصري ، أمّا على الجانب الاسرائيلي فهناك منطقة "د" وهي بعمق 14 كيلومتر وهو ما يعرف بممر صلاح الدين أو فيلادلفيا أو مدينة رفح الفلسطينية وبِحسب بنود المعاهدة فأنه لا يسمح بتواجد أكثر من اربعة آلاف جندي اسرائيلي ويمنع دخول مدرعات او دبابات أو أسلحة ثقيلة في هذه المنطقة ، وكل إنتشار عسكري لأي طرف سواءاً مصر أو دولة الاحتلال يستلزم موافقة الطرف الآخر وإذا ما حدث عكس ذلك فإنه يُعتبر خرقًا للمعاهدة . 

يتضح مما سبق أنّ موضوع الاجتياح العسكري ليس بالأمر السهل من الناحية القانونية وبإمكان مصر أن تمنعه وأن يكون لها موقف حاسم في هذا الأمر إذا ما توافرت النية السياسية الصادقة !! وبحكم التجربة فإن معاهدات السلام سواء مع مصر أو مع الأردن او مع السلطة الفلسطينية أو مع اي دولة عربية ليس مِنْ السهل أن تُضحي بها دولة الاحتلال ولقد سَبَق للأردن أن مرّ بمثل هذه التجربة في عهد جلالة الملك الحسين رحمه الله حينَ جَرَت محاولة إغتيال خالد مشعل في العاصمة عمّان وكانت مقولة الحسين رحمه الله وغفر له " العلاج مقابل إتفاقية السلام " وَقَد استجابت دولة الاحتلال لذلك فورًا وتمّ أيضا الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين في تلك الصفقة . 

نعم يُمكن لجمهورية مصر أن تمنع الغطرسة الاسرائيلية وان تمنع المحرقة التي تسعى إليها دولة الاحتلال !! ولكن هل ستفعل مصر ذلك ؟ وهل سيكون لديها الإرادة السياسية لمثل هذا الأمر ؟ أنا لا أملك الجواب !! . 

                          المحامي فضيل العبادي 

             رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

تعليقات القراء

تعليقات القراء