التابع والمتبوع !!! 

التابع والمتبوع !!! 
2024-03-05
ن.ب

سما الاردن | كَشَفَت حربُ غزّة عَن كثير من الأمور التي يجهلها الكثير منّا ، والبعض يستغرب المواقف الامريكية في الدعم اللامتناهي والمثير للإشمئزاز خاصةً ونحن نسمع تصريحات الكثيرين من هولاء المسؤولين !! إلى الدرجة أنّ البعض يتساءل مَنْ يقود ألاخر ؟ أأسرائيل تقود أمريكا أم أن إسرائيل مُنقادة لأمريكا ؟؟ .

قَد يبدو السؤال مثيرًا للكثيرين ولكن إذا ما عُدنا قليلًا إلى التاريخ وتحديدًا عام 2016 عندما كان الرئيس الامريكي الحالي نائبًا للرئيس آنذاك خلال إجتماعه مع المنظمات اليهودية في أمريكا حيث قال ( لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها ) وقد أعاد ذات العبارة وهو في موقعه الرئاسي الحالي بعد أحداث 7 أكتوبر !! فلماذا هذا التمسك الامريكي بإسرائيل بالرغم من قناعة الشعوب العربية أنّ الكثيرين من الزعماء العرب هم صناعة أمريكية ؟؟؟ . 

وبعيدًا عَن أي تحليلات فإن أمريكا لا تثق بأي عربي أو زعيم عربي مهما كان إخلاصه لها وهي - أي أمريكا - تعتبرهم جميعًا مشاريع خيانة لها وأنهم قد يخوننها بأي لحظة لظرف أو لآخر !! . 

إنّ المصلحة الامريكية تتمثل في إسرائيل وليس في أي جهةٍ أخرى وبالتالي فإنّ إسرائيل هي رأس الحربة الامريكية وهي قاعدتها الأولى في العالم العربي عمومًا والشرق الاوسط على وجه الخصوص وخسارة امريكا لهذه القاعدة يعني خروجها من المنطقة آجلًا أم عاجلًا !! وبالتالي فإن كل ما نشاهده من إدعاءات امريكية حول السلام ووقف إطلاق النار وتقديم المساعدات ما هو إلّا ذرّاً للرماد في العيون !! . 

لا تصدقوا أن أمريكا لا تستطيع إيقاف الحرب ولا تصدقوا أنّ امريكا دولة تقف على الحياد في هذه المعركة !! فهذه المعركة معركة أمريكية بإمتياز وهزيمة إسرائيل هي هزيمة لأمريكا ، وبالتالي فإن امريكا لَن تسمح بذلك ليس خوفًا على إسرائيل بل خوفًا على نفسها وعلى مصالحها أولًا !! وَمَن يُراقب عدد استخدام حق النقض الامريكي ( الڤيتو ) في الأشهر الآخيرة سيدرك الحقيقة كاملة . 

لا تطلبوا من إسرائيل إيقاف الحرب بل إطلبوا ذلك من امريكا ولا تسعوا لإيقاف الحرب قبلَ رمضان بل دعوها!! ففي رمضان سيفصل الله الحق عَن الباطل وسيكون لهذا الشهر الكريم الدور الحاسم والفاصل في هذه الحرب وثِقوا أنّ الله متمم أمره وأنهم يكيدون والله يكيد وسيغلب الله كيدهم . 

                     المحامي فضيل العبادي 

         رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

تعليقات القراء

تعليقات القراء