أطفال ...تحت المطر

أطفال ...تحت المطر
2018-12-08
يحيى العبداللات

خاص سما الاردن | حين كان يسقط المطر، تولد الاحلام، وينبيء بموسم خير قادم.

حين كان يسقط المطر تبتسم الارض عشقا وتنفض الاشجار غبار خريف مضى، لتطفيء به ضمأ صيف رحل. هذا عهدنا بك موسم المطر. لانك موسم فرح .يبشرنا بربيع مزهر ، ويعدنا بمولد دحنونة حمراء تتمايل، نشوى على وقع نسائم ربيعية عذبه، لما تغيرت ايها المطر؟ لعلنا نحن من تغيرنا؟ وقصرنا بالاستعداد لاستقبالك.

ارجوك يا موسم الخير لا تتغير فانت اخر اهداب الامل الباقية في بؤسنا وخبزنا، ارجوك الا تغضب مرة اخرى فغضبك اقوى من احتمالنا، ارجوك الا تبتلع بغضبك المزيد من اطفالنا فنحن نحبك ونحبهم فهم فلذات اكبادنا الموجوعة بقهر الزمن.

ارجوك ياعزيزي المطر ان تعود الى طبعك الذي عشقناك من أجله، فنحن نحبك ونشتاق اليك و نصلي ونجأر بالدعاء  الي الله ان يعيدك الينا حين تتاخر عن موعدك الذي انتظارناه حولا على احر من جمر صيف مضى.

أتوسل اليك الا تحرم الارض فرحتها وهي تلثم حباتك اللؤلؤية الجميله، ولا تحرم الاشجار فرحة الاستحمام في هطلك الرائع، ارجوك ياسيدي المطر لا تحرمنا متعة الخروج لإستقبالك، ولا تجعلهم، يخوفونا بنشراتهم من انك قادم ببرقك ورعدك وسيلك وغضبك، فنهرب من وجهك ونختبيء خوفا منك.

رفقا بنا فنحن نموت الف مرة كلما بكى اطفالنا بلوعتهم على رحيل زملاء لهم  كانت سيولك العاتية حملتهم برحلة اللاعودة (ماتوا)، ويسألوننا بحرقة موجعة وقد فاضت بالدمع عيونهم البريئة، الستم انتم من كانت السعادة تدغدغكم وانتم تسترقون النظر عبر النافذة لرؤية الاشياء  وهي تغتسل تحت المطر؟ الستم انت من قصرتم بحمايتنا من غضبة المطر؟

اذن لاتحرموا طفولتنا  من متعة محاولة الامساك بحبات المطر. استعدوا جيدا لاستقبال موسم المطر انه رحمة جعل الله به كل شيء حيا. لا تلوموا المطر ، لوموا انفسكم واتركونا نحن "اطفال تحت المطر". 

تعليقات القراء

تعليقات القراء