من المسؤول عن رحلة الموت؟

من المسؤول عن رحلة الموت؟
2018-10-27
بسام روبين
إسراء زيادنة

سما الاردن | رحلة الموت أمس الخميس لم تكن بسبب زلزال ولا إعصار وإنما جاءت بفعل منخفض جوي من المفترض ان ينتهي دونما أثر يذكر ولكن الغش وعدم القيام بالواجبات بأمانه وإخلاص كان سببا رئيسا لذلك العدد الضخم من الضحايا البريئه التي انتقلت الى بارئها راضية مرضيه ضمن سلسله من الحوادث القاتله نتيجة التقصير الرسمي الواضح في انجاز الواجبات.

وبدلا من ان ينصرف جميع المسؤولين لإدارة الأزمه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه انشغل بعضهم في البحث عن تبرئة مسؤولياته وإلقائها على الاخرين بعيدا عن أي شعور إنساني إن المنكر بات معروفا والمعروف اصبح منكرا وغابت العدالة.

أما الحساب فأقتصر على الضعفاء كما الرقابه والقوانين اصبحت تفعل عند اللزوم لذلك نحن لا نسير بالاتجاه الصحيح واصبحنا بعيدين عن دولة المؤسسات والقانون ولا نسير بأتجاه الدوله المدنيه فلا اهتمام بالمواطن ولا حكومه تسعى لاسعاده بل اصبح مجرد هدف لإقتطاع المال منه والتبرج به أمام الكاميرات.

فالمسؤوليه تبدأ من الارصاد الجوية التي لم ترتقي نشرتها لحجم السيول والكارثه التي وقعت ولا لجان الاستلام المختلفه قامت بواجباتها حسب قرارات الإحاله وهو ما يدفع بمنفذي مشاريع البنيه التحتيه للغش ومخالفة المواصفات ضمن عمليات فساد ممنهجه يشارك بها الصغير والكبير ولكن  اطفالا ابرياء بعمر الزهور كانو ضحية لذلك الغش.

فالاجراءات المتبعه من وزارة التربيه والتعليم والمدرسه على حد سواء لم تراعي شروط السلامه العامه ولم يكن هنالك تقدير موقف سليم للحاله الجويه حتى اثناء سير فعاليات الرحله حيث كان من المفترض ان يكون هنالك قرارا معدلا لبرنامج الرحله سواء من العاملين في الوزاره او المدرسه ولكن الإهمال واللامبالاه والتقصير ما زالت عناصر تخيم على معظم تحركاتها.

فمركز الأزمات الذي انفق عليه مئات الملايين لم نرى له اية فعاليات ملموسه حتى هذا التاريخ لا قبل حدوث الأزمات ولا حتى اثناء سير العمليات ورئيس الوزراء منهمك ومشغول ولا أعرف ما الذي يشغله تماما فبينما كنت جالسا في بيت عزاء اللواء حابس الحنيني رحمه الله ظهر يوم الخميس حضر مدير الشرطه لبيت العزاء ونقل تعازي دولة الرئيس بفقيد الوطن وانني استغرب انشغال دولة الرئيس عن تقديم العزاء في لواء مخابرات كان يدير اكثر مواقع الاردن حساسية واتساءل ما هي بيوت العزاء التي يزورها الرئيس.

وهل بات من المخجل مشاركة المتقاعدين العسكريين في عزائهم وهل هنالك خيار وفقوس في اروقة الحكومه ام ان المتقاعدين العسكريون اصبحو مهمشين فعلا ولا قيمة لهم فمن لا يزور بيت عزاء لواء مخابرات لن يشارك  هموم جندي خدم الوطن وحرس حدوده وحافظ على رايته وأمن الحمايه لرئيس الوزراء ووزرائه مسجلا شكري لرئيس الاركان ومدير المخابرات ومدير الامن العام ومدير الدرك الذين شاركوا في دفن فقيد الاردن. 

انني حزين على وطني وعلى شعبي ايضا فلم يعد لنا كرامه ولا تقدير ولا اهتمام فمنخفض بسيط يحصد عشرين روحا بريئه ويقطع قلوب ذويهم ونحن مشغولون عنهم متمنيا ولو لمره واحده ان يكون هنالك لجنة تحقيق نزيهه تسمي الامور بمسمياتها ويتبعها عقاب رادع لكل مقصر كان سببا في رحيل ابنائنا داعيا بالرحمه لهم والصبر لذويهم.

وانا لله وانا اليه راجعون. 
 

تعليقات القراء

تعليقات القراء