إلى وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية

إلى وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية
2024-04-30
ن.ب

سما الاردن | إلى وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية … 

رسالة أوجهها الى السيد توني بلينكن ( Tony Blinken ) مُستغلاً وجوده في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية وَمِنْ خلاله أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى عموم أركان الإدارة الامريكية !!! 

السيد بلينكن .. بداية نُرحب بك في هذه الزيارة ونتمنى لك إقامة طيبة إنطلاقاً مِنْ كرم الضيافة العربية ألتي أوصلتنا إلى ما نحن فيه وَقَد إستغللتموها أحسن إستغلال فيما يَضُرنا وَيُلحق الأذى بالعرب جميعًا!!! فشكرًا لكم على ذلك . 

السيد بلينكن أنا وكثير مِنْ الأردنيين واثقون أنَّ أمريكا ليست جمعية خيرية وهي لا تدعم ولا تساعد أي دولة إلّا بما يحقق مصالحها وبالتالي أرجو أن لا تفترض بنا السذاجة في هذا الأمر هذا مِنْ ناحية أولى ، أمّا من الناحية الثانية فأننا نؤمن بأنّ مصالحكم مع إسرائيل هي الثابت الوحيد في الشرق الأوسط وما عدا ذلك فجميعه قابل للتغيير والتبديل والتعديل . 

السيد بلينكن أنت مواطن أمريكي ومحاميًا ووزيرًا للخارجية وستكون رسالتي لك بهذه الصفات : 

ألمواطن الامريكي طوني بلينكن :

 نحن لا نحمل للشعب الامريكي إلا كل الاحترام والتقدير ونُقَدّر ما بذلتموه مِنْ تضحيات في معركة إستقلالكم مِنْ الاحتلال البريطاني ، وَنُقدّر ما وصلتم إليه مِنْ تطور ونهضة ولا نَحمِل لكم أي ضغينة أو كُره بعكس كُل ما يقوله لكم سياسييكم . 

السيد المحامي طوني بلينكن : 

حيث إنني محاميا فأنا وأنتَ نعمل في الأصل في ذات المجال واليمين الذي أقسمناه عند ممارستنا لهذه المهنة - أعتقد أنه يؤدي الى ذات النتيجة وإن إختلفت الكلمات والعبارات - وهو الحفاظ على الحقوق ومناصرة أصحابها وأن لا نُدافع عَنْ باطل !! فَهل يا سيد بلينكن تعتبر إحتلال بَلدٍ ما هو عدل ؟ وهل مُقاومة الاحتلال إرهاب ؟ وأنا هُنا أقبل بأن تساويني بنفسك وسأقبل بذلك !! فهل تعتبر مقاومة الامريكيين للاحتلال البريطاني إرهاباً ؟ هل كنت تقبل باحتلال بريطاينا للولايات الامريكية ؟ إن كانت أجوبتك نعم أن مقاومة الامريكيين للبريطانيين إرهاباً فنحن سنعتبر المقاومة الفلسطينية إرهاباً !! وإن كانت إجابتك بقبول الاحتلال البريطاني لبلادك فنحن سنقبل بالاحتلال الاسرائيلي !! وإن كانت إجابتك بالنفي فمن باب العدالة المساواة فيما بيننا . 

السيد المحامي طوني بلينكن أنت تعرف أنّ المبادئ القانونية تجعل هناك توازنًا ما بين الجريمة والعقاب بمعنى أن يتساوى الفعل المُجرَّم بالعقوبة المفروضة له - ولو إفترضت جدلًا- أنّ ما قامت به المقاومة الفلسطينية في 7 اكتوبر هو جريمة !! فهل من القانون في شيء قَتل وجرح ما يزيد عن ( 100000 ) الف فلسطيني مقابل ( 130 ) أسيرًا إسرائيلياً ؟؟ . 

هل تدمير شعب وأرض وشجر وحجر غزّة مِنْ العدالة والقانون في شيء ؟ هل يتساوى الفعل مع ردة الفعل ؟؟. 

السيد وزير خارجية أمريكا طوني بلينكن : 

إنّ العلاقات بين الدول تقوم على المصالح وتربطها معاهدات وإتفاقيات متعددة ومتشعبة وبصفتكم وزير خارجية الدولة الأولى في العالم فإنني أذكركم بأهمية العلاقات مع الدول العربية وأنّ لكم مصالح سواءاً أكانت سياسية أو إقتصادية أو غير ذلك وإنكم وإن كُنتم مطمئنين الآن إلى أنّ الكثير مِنْ أزلامكم وأصنامكم هُمْ مَنْ يحكمون في كثير مِنْ الدول العربية فإنّ الحصافة والحنكة السياسية تقتضي أن لا تركنوا إلى ذلك كثيراً وأن لا تقطعوا حَبلَ الود بينكم وبين الشعوب فلا تَعلم - يا سيدي الوزير- بما ستأتيه الأيام وما ستفعله الشعوب مع الكثير مِنْ حُكّامها !! . 

السيد الوزير : لَقَد أصبح حديثكم عَمّا تسمونهم رهائن وهم في حقيقة الأمر أسرى حرب حديثًا ممجوجاً مُقززا مُقرفاً في ظلّ عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين الذين لا تذكرونهم !! لَقَد ثبتَ لكم كَذِب الكثير من الروايات الاسرائيلية عمّا حدث ولكنكم لا تسمعون ولا تريدون أن تسمعون !! . 

يا وزير الخارجية : إنك الآن في الأردن فهلّا إقتنصتَ الفرصة وسَمعتَ من الملك عبدالله الثاني ونظيرك وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ما هي حقيقة الصراع ولماذا وصلنا إلى ما نحن فيه !! . 

يا وزير الخارجية أنت والعالم أجمع تعرفون أنّ الشعوب لا تنكسر ولا تنهزم !! ولكنها قَدْ تخسر معركة هنا أو قتال هناك ولكنها في النهاية ستربح !! إن كُنتَ تعتقد أنّ إسرائيل ستعيش آمنة مطمئنة في فلسطين دون أن تعطي الحق للشعب الفلسطيني في إنشاء دولته فأنتَ واهمٌ ومخدوع !! فَلَنْ يكون ذلك إلّا في حالة واحدة لا ثانيةً لها وهْيَ : قَتل الشعب الفلسطيني كاملًا في داخل فلسطين وخارجها ، النساء قَبل الرجال والأطفال قبل الشباب وحينها ستعيش إسرائيل مطمئنة وآمنة ولكن لا تعلم فحتى لو فَعلت إسرائيل ذلك ومعها أمريكا والغرب جميعه فَقَد يكون حالها كحال فرعون الذي أعتقد أنك تعرف قصته كاملةً !!! . 

أرجو أن تصلك هذه الرسالة وأنت بموفور الصحة والعافية وتمنياتنا للشعب الامريكي الصديق كل التقدم ونوصيك بشباب الجامعات الامريكية خيرًا فهم شباب لَمْ تلوثهم السياسية والسياسيون بالكذب والنفاق بَعد . 

                               المحامي فضيل العبادي 

                رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

تعليقات القراء

تعليقات القراء