قشوع يكتب :ايران ، مكانه اقليميه ام قوه نوويه 

قشوع يكتب :ايران ، مكانه اقليميه ام قوه نوويه 
2020-12-06
د. حازم قشوع
ن.ب

سما الاردن | هنالك حقيقه علميه تقول ان ايران قادره على انتاج قنبله نوويه فى اقل من ثلاثة اشهر اذا ما حصلت على نوع متطور من اجهزت تخصيب اليورانيوم ، هذا إن ارادت ذلك ، اى اذا 

ما تم توظيف الاراده السياسيه بهذا الاتجاه ، رغم كل اشكال التهديد والاستهداف لمنشأتها العسكريه والنوويه ومسلسل الاغتيال لعلماءها الذى كان اخرهم محسن فخرى زاده .

فطهران مازالت قادره على توظيف ارادتها لانتاج قنبله نوويه ، مره كل ثلاث شهور وحتى مره كل اسبوع ، وهذه 
هى الحقيقيه الاولى والحقيقه العلميه الثانيه ان ضرب المنشات العسكريه الايرانيه كان يمكن ان يصبح ذا فائده
قبل العام ٢٠٠٦ ،لكن بعد هذا التاريخ يصبح الخيار العسكرى بدون تاثير فاعل ، خصوصا بعد اكتشاف دقه طيران دروم والصواريخ الايرانيه ، وهذا ما يقوله توماس فريدمان الذى جاءت مقالته مباشره لإسرائيل بضرورة التفكيره بطريقه الاحتواء وليس بطريقه الصدام .

وهى حقائق علميه اتفق عليها معظم الخبراء فى امريكا والصين كما فى روسيا والمانيا بما فى ذلك خبراء وكاله الطاقه النوويه ، لكن ما الذى تريده ايران اذا كانت تمتلك 
كل هذه العلوم المعرفيه والخبرات النوويه ، ولماذا لم تقم طهران بتحويل برنامجها السلمى الى برنامج عسكرى ، وما
هي الغايه السياسيه الذى تريدها ايران من وراء الاصرار على تنفيذ برنامجها النووي ، 

حقيقه الامور ان ايران لا تبحث عن امتلاك سلاح نووى فحسب ، بل تريد مكانه نوويه فى المنطقه اى موقع جيوسياسي اقليمي على ان يكون هذا الدور مشرعن اقليميا ومتوافق عليه دوليا ، وهذا لن يحدث ابدا الا اذا قلبت به
دول المنطقه بما فى ذلك اسرائيل والدول الخليجيه .

وعلى اهمية الدعوة التى وجهها الرئيس المنتخب جو بايدن لفتح باب تفاوضي حول هذا الموضوع ، والذى ان توافق على ارضيه عمله ، فانه سيكون من صعب التوافق على مقررات ، طالما كانت بوصله الاطراف المشاركه متضاده وامكانيه التسويه صعبه المنال فى ظل اتفاقيه 2016 وامكانيه تعديلها ، 

وكما يحذر بعض المتابعين ، ان مسالة فتح مسار التفاوض هذا ، لكونه قد يقود العمليه التفاوضيه بين هذه الاطراف الى تمكين الطرفين الايراني والاسرائيلي من اجراء تفاهمات على المنطقه وتقسيم النفوذ فيها ، وهذا احتمال ان حدث فانه سيكون على حساب النظام العربى ، الامر الذى بحاجه الى أستدراك ويقظه ، حتى لا يشكل النظام العربى جسر لتفاهمات اسرائيليه ايرانيه على حسابه ، بمعنى اخر شرعنه مناطق النفوذ الاسرائيليه الايرانيه التى يقف عليها الطرفين المتضاين شكلا ، لكن موضوعا فهم يقتسما مناطق النفود ويبحثان 
عن شرعنه لادوارهم ...

فهل سينتفض النظام العربي وينهى خلافاته ويبحث من مصلحته الحقيقيه بتحقيق ذاتيه عربيه جيوسياسيه فى المنطقه فان المناخات الموضوعيه لهذا الطرح تبدوا مشجعه ، فهل سيلتقط النظام العربي اشاره البدا ويبتعد عن هذا الطرف ويضع مسافه لذاك ويبدا بتشكيل ذاتيه محوريه تبعده عن نقاط التجاذبات الاقليميه ، لاسيما وان الوقت يبدوا مناسب ، فبدلا ان يتم التفاوض من طرفين لما لا يكون النفاوض من ثلاث اطراف عربى وايراني واسرائيلي ، وهو اقتراح مفيد و يستدعي الدراسه الحقيقيه كونه مقترح سيخدم قضايا اخرى على كافة الاصعده ، وللحديث بقيه .

تعليقات القراء

تعليقات القراء