الجيش يخاطبنا بـ "الإنجاز الحقيقي" إدارات حكيمة،،، إستراتيجيات محكمة،،، تنفيذ دقيق،،، رقابة عالية

الجيش يخاطبنا بـ "الإنجاز الحقيقي" إدارات حكيمة،،، إستراتيجيات محكمة،،، تنفيذ دقيق،،، رقابة عالية
2022-02-07
ن.ب

سما الاردن | خليل النظامي 

 يعتقد البعض أن العقل والجهاز العسكري لـ القوات المسلحة الأردنية "الجيش" يقتصر على توفير الحماية من الأخطار الخارجية وتأمين حدود الأردن من المتربصين بها فقط، فيما تعكس حقيقة الواقع التنموي أن "الجيش" أثبت وعلى مدار سنوات طويلة أنه المؤسسة الوحيدة التي لا يشوب فلسفة ومنهجية الاستراتيجيات والخطط التي يصنعها وينفذها على أرض الواقع أية شوائب من كافة النواحي خاصة النواحي الفنية والإدارية والرقابية.   

فـ بالرغم من الحمل الكبير الذي تحمله القوات المسلحة الأردنية على كاهلها لـ تأمين حماية الوطن والمواطنين، لا ينفك العقل العسكري عن التفكير في واقع حال المواطنين من الناحية المعيشية والتنموية، والهموم والتحديات التي تعيق تطور وتحديث ومعالجة إختلالات الشأن المحلي على مختلف الصعد، من خلال المشاركة بـ فاعلية كبيرة جدا في عملية التنمية والإصلاح الشاملة التي ينادي بها جلالة الملك عبدالله الثاني.   

وعلى سبيل المثال لا الحصر، قرأت مؤخرا في الأخبار أن رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي قام بـ زيارة خاصة لـ مبنى مستشفى كان قد تم تأسيسه سابقا ولم يستكمل لـ ظروف خاصة في منطقة ناعور يرافقه عددا من كبار ضباط القوات المسلحة، بـ هدف الإطلاع على واقع المبنى والإستفادة منه عوضا عن بقاءه بهذا الشكل، وقد وجه الحنيطي الفريق المرافق بـ استغلال المبنى الموجود والذي تبلغ مساحته حوالي 120 الف م2، ومؤلف من 5 طوابق، من خلال إعداد التصاميم والدراسات اللازمة لـ يصبح مستشفى عسكري يخدم أبناء المنطقة. 

 هذه الزيارة - وغيرها الكثير - تشير في صورتها العامة إلى جودة فلسفة التفكير لدى صناع القرار في مؤسسة الجيش، وإلتقاط كل ما يمكن إلتقاطة من هفوات حصلت بـ سبب سوء تخطيط وترهل رقابي وإداري لدى بعض المؤسسات الحكومية التي لم تقم بـ واجبها بـ الشكل المطلوب، وإستثمار تلك الهفوات التي خلفتها المؤسسات الحكومية دون إنجاز، وإعادة "هندرتها" بـ طريقة محكمة وحكيمة ومعالجتها والإستفادة منها بما يخدم واقع حال المواطن بشكل مباشر بعيدا عن التنظير والاستعراض عبر وسائل الاعلام، فـ الجيش لا يعرف سوى لغة واحدة وهي لغة "الإنجاز".   

كما أن هذه الزيارة وحدها جديرة بـ أن توضح لنا أن هموم المواطنين في مختلف مناطق المملكة لها أولوية على الطاولة العسكرية من جانب، وتؤكد في الجانب الآخر أن الجيش ليس فقط مؤسسة حرب وإنما مؤسسة إنسانية بكل ما تعنية الإنسانية من معنى، تمارس دورا كبيرا في البناء والتنمية والتطوير وإحداث التغيير، وتشعر بـ رغم صلابتها وقوتها بـ صيحات وأوجاع المواطن الضعيف والمحتاج، وتشير إلى عظم مسؤوليتها الإجتماعية إزاء المجتمع التي إنعكست بشكل إيجابي وملموس على واقع الكثير من التحديات والعوائق التي تعترض مسيرة التنمية المحلية.   

فـ الإدارة الحكيمة والرصينة والكفاءات المتنوعة والمتميزة في صناعة الإستراتيجيات والبرامج والخطط وإقامة وتنفيذ المشاريع التنموية في مؤسسة الجيش يجب أن تكون مثال يحتذي به ويسير على فلسفته كل من جلس على كرسي المسؤولية وتولى مهام خدمة الشأن الداخلي والمواطنين، فـ نحن هنا نتحدث عن نجاحات تلي نجاحات على كافة الصعد، ومشاريع محكمة، وخطط حكيمة، وتنفيذ محدد موعده بـ دقة بالغة، ورقابة مالية وإدارية في التصميم والإنفاق لا تشوبها شائبة، الأمر الذي يجب أن يلفت إنتباه صناع القرار في السلطة التنفيذية (الحكومة) لـ إعادة منهجية الإستفادة من الكفاءات العلمية والهندسية والإدارية والرقابية التي أنهت مدة خدمتها في القوات المسلحة، وتعيينها في المناصب الإدارية والفنية والرقابية العليا لـ المؤسسات الحكومية، بهدف بناء الإستراتيجيات الدقيقة، وصناعة الخطط المحكمة، والإشراف والرقابة على عمليات التصميم والإنفاق لـ المشاريع الرأس مالية ومختلف المشاريع التي تنفذها المؤسسات الحكومية. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء