إلى ضحايا البحر الميت.. لا ظلم عليكم بعد اليوم

إلى ضحايا البحر الميت.. لا ظلم عليكم بعد اليوم
2018-10-26
نضال سلامة
إسراء زيادنة

سما الاردن | تلعثم اللسان، توقف القلب عن النبض، تجمدت الأصابع عن الكتابة، بلغت القلوب الحناجر، وتجمدت الدموع في المقبل، وتمزقت نياط القلب فرقا على فرقاكم، يا أزهار الوطن وزهراته.

ودعتكم ذويكم، بابتسامات مشرقة، أملا في أن تقضوا وقتا مفيدا، في ربوع الوطن، ولم يدر في خلدكم، ولا في ذهن أمهاتكم، أنها ستكون الابتسامة الأخيرة، والوداع الأخير "ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس بأي أرض تموت".

لم يتصور العقل، رغم ايماننا جميعا بالقدر، أن يد اهمال ستطال أرواحكم الطاهرة البريئة، وأرواح العديد من المواطنين، بفعل اهمال وتسيب وفساد سيكشف القضاء عن هوية أبطاله طال الزمن أم قصر ، وإن نجوا من عقوبة الدنيا فحتما عقوبة العلي القدير ، العالم بالغيوب ستطالهم ، وحينئذ " ولات حين مناص ".

اجسادكم نزلت بأخفض منطقة بالأرض، لكن الأرواح صعدت الى عليين تشكو الى بارئها ظلم الظالمين ، و ليس بين الخالق والمظلوم حاجز ولا حجاب " فبعزتي وجلالي لأستجيبن لو بعد حين ".

ما يؤلمنا أنكم هاجرتم هذه الدنيا، وتركتمونا بين أنياب الفساد الطاحنة ، و شراسة المنتفعين على الوطن ، و كأننا ننتظر المزيد من مصائبهم علينا ، وعلى وطننا، وفي النهاية يخرجون كالشعرة من العجين، ويمضون في غيهم تحميهم سطوتهم، وغياب العدالة.

ايها الأرواح البريئة الطاهرة، والله لن تظلمون، فأنتم بين يدي أعدل العادلي، والله لن تقهر أمهاتكم بعد اليوم ، فقصاص المنتقم الجبار لن توقفه واسطات ، ولا رشاوى ، و لا "ألوهات".

لكم الرحمة ولذويكم الصبر والسلوان، ولمن تسبب بموتكم العار والشنار، أما نحن فإما نكون أحرارا بوجه الفساد وإما نجرف تماما الى هاوية لا نهاية لها سوى الدمار. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء