إسراء زيادنة تكتب: الطاقة في الأردن "حمل كاذب"

سما الاردن | من أعراض الحمل الكاذب، أن ينتفخ البطن، وتشعر الأم بحركة الجنين، وسط ترقب العائلة الكريمة لجنس المولود، وانتظاره، وتكون النتيجة ان لا مولود أصلا، واننا امام حالة حمل كاذب، بكل ما تعنيه الحالة من تفسيرات طبية.

الحمل الكاذب، امتد إلى حياة الطاقة المتجددة في الأردن، فأنت تسمع وتتابع بأن الأردن ينتج طاقة أكبر من حاجته ويتعهد بالتصدير إلى جيرانه ويتم ايهامك أن شيئاً ما سيحدث وستنعم أخيراً بقيمة فاتورة منخفضة إلا وأنه للأسف مجرد حمل كاذب فالكل يلعب على الكل، ولا جدية تؤدي الى معالجة أزمة الطاقة من أساسها.
حيث آخر عقوبة نزلت على المواطن، ما رُشِح عن توّجه حكومي لفرض رسوم على مستخدمي أنظمة الطاقة المتجدّدة ضمن نظام الشرائح الجديد بحيث سيقومون بتحميل كل كيلو واط من دينار إلى دينارين، أي اذا كنت تمتلك نظام منزلي 1 فاز سوف تكون مقطوعيتك 7 دنانير تقريباً بالإضافة إلى 6 دنانير المعتادة من رسوم نفايات وقراءة عداد ورسوم تلفزيون وغيرها. وإذا كنت تملك نظاماً شمسياً قدرته 10 كيلو واط ستصبح مقطوعيتك 20 دينار تقريباً بالإضافة للمقطوعية المعتاده ، واذا كنت من ذوات العشرين كيلوواط ستدفع 46 دينار تقريباً مقطوعية.

ما حصل بسبب التعرفة الجديدة المعلنة ليس استثناء لمستخدمي أنظمة الطاقة المتجددة من الدعم فحسب، بل إجبارهم على دفع تعرفة أعلى بكيثر من التعرفة الحالية ومن الجديدة المدعومة. 

واعتبر عن نفسي ان ذلك يعد عقابا لهم على أنهم قاموا بتركيب هذه الأنظمة التي شجعت الحكومة على اقتنائها سابقا، كما أنه سيؤثر مستقبلاً على الشركات العاملة في القطاع. كما يخالف ذلك إلتزامات الأردن الدولية بدعم الطاقة المتجددة.

وكالعادة تغيب الرواية الفصيحة ويفضح عدم انسجام النوتة بين المعنيين بالأمر من أهل الطاقة، فكان ردهم غير مقنع، وظل الجهمور في حالة ترقب ويذهب الأمر بريح صرصر عاتية تهب، فيما الأجوبة الحقيقية في بطن الحوت الذي أكل غنيمة الطاقة.

اعراض الحمل الكاذب، و للأمانة ليست فقط في قطاع الطاقة ، بل نراها في أغلب القرارت، لكن هذه المرة، جاءت الاعراض شديدة، وهو الامر الذي زاد من خيباتنا في هذه البلاد، التي نحبها وتحبنا، شاء من شاء، وأبى من أبى.