هل تحرم التحفظات الاجتماعية الإناث من التعلم عن بُعد

هل تحرم التحفظات الاجتماعية الإناث من التعلم عن بُعد
2020-05-11
ن.ب

سما الاردن | “إذا التعليم بده يكون من النت والتلفزيون ما في داعي يتعلموا خليهن لشغل البيت أفيد”، كان هذا رد إحدى الأسر المستطلعة آراؤها حول تقييم الأسر للتعلم عن بُعد.

لا يقتصر حرمان الفتيات من استخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية للتعلم بل يصل الأمر حد حرمان الفتيات من مشاهدة الحصص المتلفزة كذلك تحت مبررات وقناعات اجتماعية ترفض استخدام الإناث للوسائط التكنولوجية وشبكات التواصل الاجتماعي حتى وإن كان ذلك لغايات التعلم.

حالة هذه الأسرة ليست استثناءً، فبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة درة المنال للتدريب والتنمية حول فاعلية التعليم عبر منصة درسك وشملت 134 عائلة تم اختيارهم بشكل عشوائي، ظهرت عدة حالات للأسر “تحرم الإناث فيها من استخدام الإنترنت لغايات التعلم لأسباب وقناعات اجتماعية، كما ظهرت حالات أخرى يتم بها إعطاء الأولوية للذكور وفي ظل نقص الأجهزة ما أدى بالمحصلة إلى حرمان الإناث من حقهن في التعليم”.

بدا لافتا أيضا في المقابلات مع الأسر “تسجيل حالة لأب يرفض تماما تعامل إبنائه ذكورا وإناثا مع الوسائط الإلكترونية والإنترنت بحجة حمايتهم، الأسرة والتي لا تمتلك أي وسيلة تواصل إلكترونية قبل الحجر استمرت على ذات القناعة حتى مع تطبيق التعليم الإلكتروني من قبل وزارة التربية والتعليم بعد قرار إغلاق المدارس كإجراء احترازي لمواجهة وباء كورونا”، بحسب الباحثين القائمين على الاستطلاع فإن أسباب ذلك ليست مادية فقط إنما قناعات مترسخة لدى الأب بعدم جواز استخدام أبنائه للتكنولوجيا.

ما أظهرته نتائج الدراسة يتفق كذلك مع تحذيرات أطلقتها منظمة بلان العالمية من أن ارتفاع معدلات التسرب سيؤثر بشكل غير متناسب على الفتيات المراهقات، وسيؤدي إلى تفاقم الفجوات بين الجنسين في التعليم ويؤدي إلى زيادة خطر العنف والزواج المبكر والزواج القسري للأطفال.

ويؤكد خبراء رصد عدد من الحالات في المجتمعات الأكثر هشاشة تتعلق بحرمان الأبناء من استخدام الإلكترونيات تحديدا الإناث، مؤكدين أن هذه الحالات موجودة، ومثيرة للقلق جراء فقدان فتيات لفرصهن بالتعليم لأسباب تتعلق بإعطاء الأولوية للأبناء الذكور ولحالات أخرى ترفض أساسا استخدام الإناث للإنترنت.

ويحذر الخبراء من خطورة الأمر جراء ملامسة جانب ثقافي آخر يتعلق بتفضيل بعض الأسر أن تساهم الفتيات في الأعمال المنزلية كالتنظيف، الطبخ ورعاية الأشقاء الأصغر سنا بدلا من التعلم كونهن متواجدات في المنزل، كما يؤثر على فرصهن في متابعة الدروس والتعلم.

المصدر: الغد

تعليقات القراء

تعليقات القراء