كلمة حق في رجالات الوطن

كلمة حق في رجالات الوطن
2018-10-05
يحيى العبداللات
إسراء زيادنة

خاص سما الاردن | لم يتكالب يوما على منصب يؤمن بأن المناصب تكبر بالرجال وليس العكس، حلق عاليا بجناحي نجاحه في سماء الوطن، ونال شهادة الضمائر الحية.

لم يلتفت الى اعداء النجاح، يشق طريقه بثقة لايلتفت الى الوراء حتى لايخسر السباق. 

في الوقت الذي يجتاز الوطن منعطفا تاريخياً، هو الاخطر في حياة الدولة الأردنية نتيجة الاوضاع العالمية والظروف المحيطه التي ألقت بظلالها على واقعنا المعيشي والسياسي، وغرست الأزمات الإقتصادية انيابها في كبد الوطن، وبات الاردن مستهدفا لزعزعت امنه واستقراره.

اصبح الاصلاح مطلباً ملحاً للخروج بالوطن من أزماته، إصلاح يقوده قائد الوطن مستعينا بنخبة ممن يشهد لهم تاريخ مسيرتهم بصدق الانتماء وحسن الولاء. وهم كثر في هذا الوطن الذي ما كان عاقرا في ولادة الرجال، الرجال هم اقمار نفتقدهم كلما خيم الظلام وتاهت السبل.

ونحن اليوم امام واحد من هذه القامات التي يشفع لها تاريخ مشرق من الابداع والتميز منذ ان كان يافعا على مقاعد الدرس وانهى دراسته الثانوية بامتياز متفوق، وانطلق الى رحاب الجامعات في روسيا وامريكا والمانيا واوروبا ينهل من علوم الشرق والغرب، ليصبح عالما وباحثا تشهد له اكبر الجامعات واعرق معاهد البحث والتطوير.

مسجلا بصمة ابداع اردينة في سفر الانجاز العلمي العالمي، ومسخرا كل هذا الحصاد المعرفي والتجريبي لخدمة وطنه الذي يحب وارضه التي يعشق.

واحس بعطش قومه وشح مياههم وغاص بعلمه الى باطن ارض الوطن في اخفض بقعة في الكون غور الاردن مستعينا بالدعم الدولي ليكشف اسرارا مخبأة في ارض الانبياء ومهد الرسل من خلال عمله في سلطة المصادر الطبيعية ورئاسته للبحث العلمي وصار مرجعا في علم الجيولوجيا والجيوفيزيا.

كان موفدا مشاركا في كل محفل علمي عالمي باسم الاردن في هذا المجال وغيره الا ان هذا الرجل القادم من مدينة اعمدة التاريخ جرش الماضي والحاضر وتحديدا من بلدة (نحله) اصر الا يطرح الا عسلا يشفى به وجعا.

اتسعت رقعة عطاءه حين اصبح من نجوم التعليم الجامعي مدرسا وباحثا واداريا وعميدا ثم رئيسا لجامعة هي الأهم في العلوم التطبيقية، جامعة وصلت بكلياتها الى كل مواطن حيث يسكن لتخفف على طلابها مشقة وعناء السفر.

وبدأ صفحة جديدة من العطاء الموشى بهالة الرعاية الابوية لكل طالب في جامعته ليقول لهم كلكم ابنائي وانا مكلف بإعدادكم جيلا فاعلا لبناء وطنكم، إدارة إنسانية تقدر كل حبة عرق لعامل وتمسح دمعة ألم عن كل خد.

تشهد لذلك واقعة محاولة انتحار لأحد العاملين في الجامعة بعد ان سدت امامه السبل وعجز عن علاج اطفاله واصبح مدينا ب50 ألف دينار وهب هذا الرجل لنجدته من جيبه الخاص وبعون من اهل البر.

ونقل طلبه الى جلالة الملك ليحصل على مكرمة ملكية بتأمين صحي ومساعدة، هذا الرجل وقف مع زملاء له من المدرسين الجامعين المتقاعدين ليعيدهم للعمل بعقود لإيمانه ان لديهم الخبرة والخمرة العلمية النافعه.

يعمل بصمت لا يؤمن بالضجيج الاعلامي من حوله له دراية بالحوكمة والتفاوض وفض النزاعات وقت الازمات.

انا لا اعرفه شخصيا لكني تنسمت عاطر سمعته وجزيل عطاءه، انه الاستاذ الدكتور المهندس عبدالله سرور الزعبي رئيس جامعة البلقاء التطبيقية، وما كتبت الا القليل مما يستحق هذا الرجل، وما أحوجنا لمثله ولعلمه في القيادة وقت الازمات.

انتظرونا مع شخصيه أخرى من رجالات وطن. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء