ذوو الإعاقة يشتكون عدم الاهتمام بأحوالهم

ذوو الإعاقة يشتكون عدم الاهتمام بأحوالهم
2020-04-30
ن.ب

سما الاردن | شعور بعدم مراعاة الاحتياجات والتخلي، يتملك ذوي الإعاقة وأسرهم، خصوصا مع عدم وجود أفق حاليا لإعادة فتح المراكز النهارية الخاصة بهذه الفئة أو البرامج الخاصة بهم.
ويرى هؤلاء أن الحكومة لم تلتفت لمطالب فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، سواء ما كان يتعلق بالتعليم أو تسهيل عملية الحركة والتنقل.
يقول ماهر وهو أب لطفلين من ذوي التوحد والإعاقة الذهنية، “منذ بداية الأزمة تقدمت وغيري من الأهالي بمطالبات منحنا تصاريح للتنقل، نظرا للطبيعة الخاصة للتوحد وبعض الإعاقات الذهنية والتي تتطلب نوعا من المرونة في التحرك والتنقل لأبنائنا، لكن طلباتنا لم يتم الاستجابة لها”.
وأضاف، “أتت الاستجابة قبل يومين فقط عندما أعلن المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ووزارة التنمية الاجتماعية عن بدء استقبال طلبات التصاريح لتنقل الأشخاص ذوي الإعاقة، لكن المفارقة كانت أنه في ذات اليوم الذي أعلن به عن إعطاء تصريح تنقل لذوي الإعاقة، أعلنت الحكومة عن عودة السماح بتحرك المركبات وفق آلية الزوجي والفردي”.
ويرى ماهر فيما سماها “المماطلة الحكومية”، والإعلان عن منح التصاريح في نفس يوم تخفيف قيود حظر التنقل، “كأنها محاولة مجاملة للأهالي فقط لا غير”، مضيفا، “للأسف خلال شهر ونصف عانى أطفالنا ونحن الأهالي من ضغط نفسي كبير، نتيجة تقييد الحركة وما تسبب به الحظر من كسر لروتين أبنائنا”.
وكان المجلس ووزارة التنمية الاجتماعية، قد حددا أن تكون الأولوية في منح التصاريح للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم أو الأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية ممن لا يوجد من يساعدهم في قضاء حاجاتهم.
ولا تنحصر مطالب ذوي الإعاقة وأسرهم بالحصول على تصاريح تنقل، فإعادة تشغيل المراكز النهارية يبرز كأهم المطالب للأسر.
وبالعودة إلى ماهر، فيقول أيضا، “تشخيص إعاقة أبنائي إعاقة ذهنية شديدة مع طيف توحد، ومنذ تشخيصهم يخضع الأبناء لبرامج علاج سلوكي ووظيفي ونطق، هذه البرامج يتم تطبيقها في المركز النهاري الذي يلتحق به الأبناء، إلى جانب ذلك يطبق المركز عددا من برامج تعليم المهارات الحياتية”.
وأضاف، “منذ شهر ونصف استنزفت وزوجتي كامل طاقتنا، مسألة الاهتمام بشؤون المنزل ورعاية أطفال من ذوي الإعاقة دون أي مساعدة من جهة خارجية أمر مرهق، أما برامج العلاج السلوكي والوظيفي فهي متوقفة تماما”.
هم مشترك لعائلة ماهر والعديد من عائلات الأطفال من ذوي الإعاقة تحديدا الإعاقات الذهنية الشديدة والتوحد الشديد، وفيما يدرك أهال الأهمية والأولوية التي يحتلها الجانب الصحي، فإنهم يطالبون في ذات الوقت بتطبيق برامج مناسبة لأطفالهم سواء كانت عبر الإنترنت أو توفير الجلسات العلاجية المنزلية من قبل المراكز التي يلتحق بها الأطفال.
وخلال فترة الحظر، حاولت سارة وهي أم لطفل من ذوي التوحد، تطبيق بعض برامج تعديل السلوك والعلاج الوظيفي والنطق التي تابعتها على موقع يوتيوب كما عملت على التسجيل في دورات متخصصة للتعامل مع أطفال التوحد على الإنترنت لتتعامل مع طفلها.
تقول سارة، “ربما ما كان يخفف الضغط خلال الفترة الماضية وجودي وزوجي في المنزل، حاليا عاد زوجي إلى عمله، ومن المتوقع أن أباشر وظيفتي عن قريب، أنا حاليا في حيرة شديدة من أمري، لا يوجد مكان لرعاية طفلي بعد إغلاق المركز، أخشى أن تكون عودة المراكز مرتبطة بعودة المدرسة”.
ولا يشكل إغلاق المراكز النهارية مصدر ضغط على الأسر فقط، فالمراكز باتت تبحث الآن في خياراتها، إذ تقول مسؤولة عن إحدى الجمعيات التي توفر خدمات نهارية للأطفال ذوي الإعاقة، “التعلم عن بعد في حالات الإعاقة الذهنية الشديدة أمر غير وارد، أقصى ما نقدمه الآن مشاركة الأسر ببعض الفيديوهات لنشاطات ممكن تطبيقها في المنزل”.
وأضافت، “مع استحالة تقديم الخدمات، فإننا اليوم نفكر جديا بخيار الإغلاق المؤقت للجمعية، نحن لا نستطيع دفع أجور العاملين والعاملات، كما أننا لا نستطيع أن نطلب من الأسر دفع الرسوم، فنحن من جهة لا نقدم خدمات حاليا”.
وكانت المراكز النهارية للأشخاص ذوي الإعاقة قد أغلقت مع قرار الحكومة بإغلاق المدارس قبل نحو شهر ونصف، كما اتخذت وزارة التنمية الاجتماعية حزمة من الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا في المؤسسات والدور الإيوائية، حيث كان من ضمن تلك الإجراءات وقف الزيارات والإجازات للمنتفعين من الدور الإيوائية بما فيها الدور الإيوائية لذوي الإعاقة.
وبحسب مصدر حكومي، فإنه لغاية الآن لا يوجد أي مؤشرات لعودة فتح مراكز الرعاية النهارية لذوي الإعاقة، مرجحا أن يرتبط ذلك بعودة المدارس والحضانات.
وقال المصدر، “ندرك تماما مطالب الأهالي والضغوطات التي يعيشون في ظلها، لكن الأولوية حاليا للجانب الصحي وحماية صحة هذه الفئة من انتقال المرض”.
ويبلغ إجمالي عدد المراكز النهارية في المملكة 160 مركزا، يبلغ عدد المنتفعين منها حاليا 4315 منتفعا، منها 60 مركزا تابعا للقطاع الخاص يلتحق بها نحو 1395 منتفعا، أما المراكز التطوعية، فعددها 80 مركزا وعدد المنتفعين منها 2210 منتفعين، إضافة إلى وجود 20 مركزا نهاريا تابعا لـ”التنمية الاجتماعية” ويبلغ عدد المنتفعين منها 710 منتفعين.

تعليقات القراء

تعليقات القراء