صناعة المندسين

صناعة المندسين
2018-09-11
الدكتور ذوقان عبيدات

سما الاردن | يتفق المعلقون –والمنافقون خاصة- على أن الشعب الأردني كله نشامى، وأن الوطن الأردني كلّه جميل، ففريق الكرة نشامى، والمعلمون نشامى، وجمهور الرياضة نشامى، والله حيهّم !! ولا يستطيع أحد الخروج عن هذه المسلمات التي يتغنّى بها المعلقون الم……..!!!،

فإذا أثار جمهور الملاعب شغباً، نهض المعلقون والمسؤولون ليقنعونا بأن الشغب من صناعة فئة قليلة مندسّة، وأن جمهورنا هم خير جمهور وربمّا من خير أمة.

وإذا أثار الطلاب في الجامعات شغباً، يتسابق المسؤولون في تبرئتنا، ونسبة الشغب إلى فئة المندسّين. وكذلك شغب طلاب المدارس، ومراجعي العيادات الطبية.

فكل احتجاج – سواء كان موضوعياً أو مفتعلاً- هو من صناعة المندسّين، أو كما عبرت عنه إحدى مسؤولات التربية  بأنه –هجين على مجتمعنا- وهكذا !!

بقي شغب الملاعب مستمراً، لأن تشخيصنا له كان من المندسّين وبقي عنف الجامعات بل عنف الهيئات التدريسية، والطلبة في المدارس من صناعة المندسّين !!

ولأن المندسّين فئة قليلة لا قيمة لها عددياً ولا معنوياً، فإننا سنتركهم وشأنهم: ولا “نحط عقلنا بعقلهم “!

لم تكن هناك حاجة لمواجهتهم والقضاء عليهم !! فالمندسّون  سيندثرون بمجرد إهمالهم، وهكذا بقي مجتمعنا بريئاً وخير مجتمع، وبقي المندسّون هجينين عن مجتمعنا – مجتمع الله حيّهم- .

وفي علاج المندسّين ، قال أحد رؤساء الجامعة ، علينا تكثيف المناهج ، حتى لا يجد المندسّ بيئة فراغ تدعم سلوكه.

وقال أحد مسؤولي الرياضة: بالرياضة والروح الرياضية وحدها، سينقرض المندسّون.

لم يعترف أحد بأن العنف ظاهرة !، وأن عشرات المظاهر العنيفة أصيلة فينا، إطلاق النار، وتاريخ حمل الشباري ، ومسك القناوي، والثأر، وخذ حقك بإيدك ، هي قيم تاريخية أصيلة فينا، وليست مندسّة علينا أو وفدت علينا من شعوب أخرى، ولو حللّنا بعض الأغاني الأردنية لوجدنا عشرات العبارات مثل ” غصب عنك”، و ” نقلع عين”، وبتسوى هلي وكل القرابة, انطلاقاً من : إذا بلغ الرضيع لنا فطاماً..!!

سيستمر العنف ، ويبقى المنافقون هم من سيشخصونه بأنه صناعة مندسّين، مالم نعترف أنه انعكاس لقيم أصيله فينا، سيحدث العنف القادم، وسيظهر مندسّون جدد دائماً.

وسنواصل النوم: غطيني يا صفية !

تعليقات القراء

تعليقات القراء