أين استشهد الجندي الاردني بمعركة تل الذخيرة؟

أين استشهد الجندي الاردني بمعركة تل الذخيرة؟
2021-08-24
ن.ب

سما الاردن | لم يعلم أحد الجنود الأردنيين الذين دافعوا عن القدس قبل 54 عاما أنه سيغدو حديث الساعة، وأن حفريات إسرائيلية في جبل المدور (التسمية الأصلية  لتل الذخيرة بحي الشيخ جراح بالقدس) المحتلة ستكشف سره الذي احتضنه تراب القدس طويلا، وأنها ستنكأ جرح العديد من العائلات الأردنية التي لا تعلم مصير أبنائها ولا مواقع قبورهم.

 بدأ الأمر عندما نشر مدير "مركز تراث حرب الأيام الستة" الإسرائيلي كتري معوز منشورا على صفحته الشخصية في "فيسبوك" (‏‎Facebook‎‏)، يتحدث فيه عن اكتشافه بقايا رفات جندي أردني شارك في معركة تل الذخيرة أو ما يسميها الاحتلال "جفعات هتحموشت"، ويعلق قائلا "لقد انتظَرَنا 54 عاما.. ما زالت الاكتشافات في بدايتها، وهناك العديد من القصص المدفونة في التلة".

أُخذ رفات الجندي إلى معهد "أبوكبير" للتشريح في مدينة تل أبيب. وأظهرت الصور التي نشرها معوز، خنجرا غطاه الصدأ يبدو أن الجندي كان يقتنيه للحظة المواجهة وجها لوجه، إضافة إلى خوذة تميّز الجنود الأردنيين، وساعة صدئة توقفت عقاربها بعد الواحدة بعشرين دقيقة، وعلبة رصاص لامع جديد وآخر متناثر فارغ، إلى جانب بندقية وخاتم ذهبيّ لف أحد أنامله.

أظهر رفات الجندي الأردني ومتعلقاته لظاهر الأرض حفريات إسرائيلية تقوم بها بلدية الاحتلال في القدس وشركة "موريا" الإسرائيلية ضمن مشروع سكة القطار الخفيف، لكنه سلط الضوء أيضا على قصص عشرات الجنود الأردنيين الذين قضوا مقبلين غير مدبرين في معركة تل الذخيرة.

توصف معركة تل الذخيرة شمال القدس في حي الشيخ جراح بأنها أكبر معارك القدس إبان النكسة وأكثرها شراسة، والتي حدثت في السادس من يونيو/حزيران 1967 واستمرت يومين كاملين، استشهد فيها 97 جنديا أردنيا من أصل 101 جندي ضمن كتيبة "الحسين الثانية"، حيث نجا 4 جنود فقط، بعضهم أصيب والآخر اعتُقل.

تحصّن الجنود الأردنيون في خنادق حفروها داخل التل لمنع تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو البلدة القديمة والمسجد الأقصى من جهة الشمال، واستطاعوا قتل 21 جنديا إسرائيليا، لكن تفوّق السلاح الإسرائيلي وإغارة طيرانه الجوي على مواقع المدفعية الأردنية أباد الكتيبة وحسم المعركة.

لم يكن هذا الاكتشاف الأول في هذه التلة، فقد اكتشفت أيضا في الأول من أغسطس/آب الجاري خلال أعمال البنية التحتية الإسرائيلية 6 قاذفات للصواريخ من نوع "بازوكا" (Bazooka) امتلكها الجيش الأردني، ويعود تاريخ تصنيعها إلى شهر ديسمبر/كانون الأول 1956.

كان شرقي القدس قبل احتلاله عام 1967 يخضع للحكم الأردني، وخاض الجيش الأردني نحو 39 معركة لحمايته إلى جانب الفلسطينيين والعرب من جنسيات مختلفة، وتظهر آثار ثكنات جيشه حتى اليوم في مناطق مختلفة من القدس. ويذكر المقدسي محمد جاد الله "أبو نهاد" (100 عام) العديد من الجنود الأردنيين الذين قاتل إلى جانبهم على سور القدس وساحات المسجد الأقصى وباب الجديد والخليل والنبي داود وصور باهر وبيت صفافا.

ويذكر جاد الله للجزيرة نت أسماء ضباط أردنيين لم ينسهم حتى اليوم منهم فايز الشوبكي وعبد اللطيف أبو قورة وصادق الشرع. ويروي عن بسالتهم وشجاعتهم قائلا إنه رأى أصابع أحدهم تتشبث بمقبض القنبلة التي ألقاها على الإسرائيليين حتى بعد استشهاده.

هذا وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بيانا اليوم الخميس  يقول إن "القوات المسلحة وبالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، تتابع خبر العثور على رفات يعتقد أنها تعود لجندي أردني.. وإنه سيتم الإعلان لاحقا عن هوية الشهيد وكافة المعلومات المتعلقة به من خلال الجهات المختصة".

تعليقات القراء

تعليقات القراء