"أخوات للإيجار" لعلاج الشباب

"أخوات للإيجار" لعلاج الشباب
2019-03-04
حنين العبداللات

سما الاردن | كشفت دراسة أجرتها الحكومة الياباينة بأن أكثر من نصف مليون شاب ياباني قرر أن يعيش في عزلة عن المجتمع، في ظاهرة تُعرف باسم "هيكيكوموري"، وهو ما دفع إحدى الجمعيات الخيرية الى التفكير بـ"تأجير الأخوات" كحل بسيط لهذه الظاهرة.

وكما عرفتّها وزارة الصحة اليابانية ووزارة العمل، فإن ظاهرة الـ"هيكيكوموري" هي بقاء الشاب في منزله لمدة 6 أشهر أو أكثر، من دون الذهاب إلى العمل، أو الدراسة، أو حتى الاختلاط بأقرانه من الشباب.

وبسبب هذه الظاهرة، توصلت إحدى الجمعيات المحلية الى طريقة يبدو أنها تجدي بعض النفع معهم، وهي "الأخت المستأجرة"، وهن مجموعة من النساء اليابانيات اللواتي يتقاضين أجرًا مقابل مساعدة الشباب المنعزلين للخروج من غرفهم والعودة إلى المجتمع.

وبدأت فكرة "الأخت المستأجرة" مع جمعية تدعى "نيو ستارت"، والنساء العاملات في هذا المجال لا يملكن أية خبرات أو كفاءات محددة، وتتقاضى الواحدة منهن 100 ألف ين، حوالي 900 دولار، شهريًا مقابل زيارة الشخص لمدة ساعة كل أسبوع.

وتقول إحدى السيدات العاملات في هذا المجال إنها لا تتبع تقنية معينة، فقط تحاول التواصل معهم في مستواهم.

وقالت "آياكو"، وهي سيدة يابانية عملت كأخت لأكثر من عقد: "الأمر يستغرق بين 6 شهور وسنتين لبناء الثقة مع الشخص المنعزل والبدء بالتعافي".

تحدث الشاب الذي تعمل معه عن حالته، حيث كان يتعرض للتنمر في المدرسة بسبب نعومة صوته وصداقته مع البنات في الصف، وعندما دخل في حالة العزلة كان يمضي الليل ويلعب الفيديو، وينام حتى منتصف النهار.

تبدو الأسباب التي تدفع بالشباب للدخول في حالة "كيكوموري" معقدة، قد تكون التنمر أو التعرض لحوادث مؤلمة، أو الاكتئاب، أو الضغط الكبير من قبل الأهل، أو حتى الفشل في العمل أو الدراسة، فكل حالة مختلفة عن الأخرى.

تفاصيل مثيرة حول ظاهرة هيكيكوموري:

أظهر المسح الذي قامت به الحكومة اليابانية أن نصف مليون شاب تتراوح أعمارهم ما بين 15 – 39 عاماً يعيشون في عزلة.

وقد أُعلن عن هذه الظاهرة لأول مرة مع بداية التسعينيات كسلوك شامل، وحتى الآن هي ظاهرة بلا علاج.

ويعتقد الأطباء أن التأثير الثقافي والنفسي يجتمعان ويجعلان الشاب يشعر أنه يريد الانسحاب كلياً عن المجتمع، وهي ظاهرة أكثر شيوعاً عند الرجال، خاصة هؤلاء الذين يواجهون ضغوطًا كبيرة للنجاح في وقت مبكر من الحياة، سواء في المدرسة أو في حياتهم المهنية.

والمثير أيضًا في هذه الظاهرة الغريبة أنها أكثر انتشارًا في الطبقات المتوسطة، وهي الطبقة الأكثر تعلمًا، وأشارت الدراسة التي أجريت في اليابان إلى "أن الذين يعانون من الهيكيكوموري غالبًا هم هؤلاء الشباب الأكثر ارتباطًا بألعاب الفيديو، أو شغف قراءة القصص المصورة في المنزل، بدلًا من التفاعل مع الآخرين"، هذه الظاهرة طبقًا لآراء بعض أطباء علم النفس، ليست مرتبطة على الإطلاق بالكسل.

تعليقات القراء

تعليقات القراء