petra jordan البترا

petra jordan البترا
2019-01-07
M.B.Y

سما الاردن | عاصمة الأنباط، وأشهر المدن التاريخية في الأردن، وواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، محفورة في الصخر بين الجبال، تأخر اكتشافها حتى القرن الـ19 رغم أهميتها التاريخية وتحولها إلى واحد من أهم المواقع لأثرية في العالم.

تقع البتراء في  الصحراء الجنوبية للأردن على بعد 262 كم جنوب العاصمة عمان، تتبع إداريا  للواء وادي موسى بمحافظة معان، وهي مدينة منحوتة من الصخر الوردي، وتضم مواقع تاريخية عديدة.

ولا يمكن دخولها إلا عبر طريق "السيق" وهو طريق ضيق، ويسلكه السائحون والمتجهون إلى البتراء سيرا على الأقدام، أو على ظهور الدواب أو العربات المجرورة بواسطتها.

وقد ضل طريق السيق جزءا من أسرار المدينة الوردية، لتعرجه وجمال الصخور الشاخصة على اطرافه، ويتجلى ذاك الجمال في ظهور "الخزنة" أبرز وأجمل معالم البتراء في نهاية "السيق".

الجو في البتراء صحراوي، يكون حارا في الصيف وباردا في الشتاء، وتشهد المدينة أمطارا غزيرة في فصل الشتاء، تتسبب فيضانات في بعض الأحيان.

لا يوجد في البتراء أي سكان، فهي مدينة أثرية سياحية، يسكن الناس حولها في مدينة وادي موسى والقرى المحيطة بها.

يعتقد علماء الآثار أن  البتراء كانت مأهولة في عصور ما قبل التاريخ، وقد كانت في القرن السادس قبل الميلاد موطنا  للآدوميين الذين برعوا في صناعة الفخاريات ولم يكن اهتمامهم بالنحت كاهتمام الأنباط الذين أبدعوا نحت البتراء واخرجوا هذه اللوحه الفنيه.

ويجمع المؤرخون على أن الأنباط قاموا بنحت البتراء من الصخر بطريقة عجيبه وابداع منقطع النظير قبل أكثر من ألفي عام، وهي تعطي مثالا على الحضارة العريقة  للانباط، التي يصفها المؤرخون بأعرق الحضارات العربية القديمة.

ومن الجدير بالذكر أن موقع البتراء ظل مجهولا للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافه المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812 من خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، لذلك يطلق  العديد من العلماء والمستشرقين على البتراء "المدينة الضائعة".

وكان يحيط بمملكة الأنباط وعاصمتها البتراء العديد من الممالك والحضارات القديمه، منها الحضارة الفرعونية غربا، وحضارة تدمر شمالا، وحضارة بلاد ما بين النهرين شرقا، وبذلك كانت تتوسط حضارات العالم القديم، وتشكل نقطة التقاء وتواصل بين مختلف حضارات العالم ولذلك كانت تعد العاصمة.

اشتهر الأنباط بتقنيات عده ومن اهمها هندسة المياه، فقد طوروا أنظمة الري وجمع مياه الأمطار والينابيع وتفننوا في بناء السدود والخزانات التي حفروها في الصخر، كما شقوا القنوات لمسافات طويلة، علاوة على بنائهم المصاطب الزراعية في المنحدرات لاستغلال الأراضي للزراعة وما زالت مجاري نصريف المياه تعمل لغاية يومنا هذا بشكل جميل.

وفي عصرنا هذا، أصبحت البتراء من أبرز معالم الأردن السياحية والأثرية، وفي عام 1985 أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي ، لتتألق نحو العالميه وتتوج عام 2007 واحدة من عجائب الدنيا السبع.

ويعتبر الطريق المعروف بــ"السيق" معلما بارزا في البتراء، وهو الطريق الرئيسي المؤدي إليها، ويبدأ عند السد وينتهي في الجهة المقابلة للخزنة، وهو طريق ملتوي بين جبال شاهقة، طوله حوالي 1200 متر وعرضه بين 3 أمتار و12 مترا، وارتفاعه نحو 80 مترا.

وهناك معلم آخر هو السد الذي بني مكان السد القديم الذي أقامه الأنباط لحماية مدينتهم من الفيضانات خلال موسم الشتاء، وقد أعادت الحكومة الأردنية بناءه عام 1964 بنفس الطريقة النبطية.

 ويوجد "قبر المسلات" وهو أحد مباني البتراء الفريدة وهو مكون من طابقين، يؤرخ العلوي منهما للقرن الأول قبل الميلاد ويتكون من حجرة الدفن وفيها خمسة قبور.

وإلى جانب قبر المسلات هناك مدفن الحرير الواقع إلى الشمال من ضريح الجرة ويعود تاريخ بنائه إلى النصف الأول من القرن الأول الميلادي، ويبلغ عرض واجهته 11 مترا تقريبا وارتفاعه 19 مترا، وتحتوي واجهته أربعة أعمدة ملتصقة بالجدار.

كما يوجد بالبتراء مسرح يقع في قلب المدينة الوردية تقريبا، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول للميلاد، وهو مبني على شكل دائري بقطر 95 مترا، وارتفاع 23 مترا، وهو منحوت في الصخر باستثناء الجزء الأمامي منه.

وهناك معالم أخرى مثل شارع الواجهات، والشارع المعمد، ومدفن سكستوسفلورنتينوس وقبر القيصر والقبر الكورنثي والكنائس ومعبد الأسود المجنحة والمعبد الكبير ومجمع أبنية البركة والحدائق وغيرها من المعالم الكثيرة.

المصدر: الجزيره

تعليقات القراء

تعليقات القراء