يبدأ الانسان في الحياة حين يستطيع الحياة خارج نفسه

يبدأ الانسان في الحياة حين يستطيع الحياة خارج نفسه
2019-05-16
لارا علي العتوم
ن.ب

خاص سما الاردن | لا يمكن استخدام كلمة تبديل كمرادف لكلمة تغيير بمعناها الحقيقي في الحياة الا في عالم كرة القدم، مع التشابه التام من حيث النتائج والأسباب ولكنها قد تتقارب مع كلمة تعديل، وكلاهماقد يؤدي الي الأفضل وقد يكون الي الأسوء، وضرورته تستدعي حصوله، فالتغيير يعطي روح وعزيمة ونشاط واستبدال للطاقة وشحنها وكذلك التعديل الذي قد يكون أيضا تصحيح مسار او أداة للوصول للتغيير.

فالتغيير هو الشيء الوحيد الثابت في الحياة، فكما نعلم لا نستطيع ان نضع أقدامنا في نفس النهر مرتين فنحن لا نموت حين تفارقنا الروح وحسب، فنحن أيضا نموت حين تتشابه أيامنا، ونتوقف عن التغيير، حينها لا يزداد شيء سوى أعمارنا وأوزاننا.

فالتغيير هو البداية الجديدة او الحل الأمثل او الاستمرارية وبالتأكيد الوضع الأمثل، ففي أوروبا عندما كان الوضع الاقتصادي على قرب من التراجع، سُئل ايامها الكاتب برناردشوما رأيك في الوضع الاقتصادي؟ فكان في جوابه " غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع" بعض من الحلول التي تضمنت العديد من التغييرات.

والتغيير او التعديل يحدثان لاستشعار وضع ما دون الوصول اليه حيث اعتبره العديد انه قد يكون احدى أدوات ترجمة الالهام للفعل على ارض الواقع، تتطلب نتائج التغيير الصدق في قراءة الوضع والعزيمة للعمل والتركيز للاستمرارية وهنا يكون تغيير حقيقي وليس تقليد لواقع بألوان مختلفة.

قد يكون النجاح في تغيير شيء واحد سبب في كتابة جديدة للتاريخ وتسطير للعديد من المبادئ، فالتغيير الحقيقي هو حالة التناغم مع الواقع لخلق قنوات جديدة او فاعلية أكثر استجابة في الحياة والنجاح في خلق واقع أكثر عمقا والتمسك بالعالم الفعلي الواقعي بأحداثه التي يحاكيها الفرد مبتعدا عن حصر ذاته وافعاله وانتاجيته.

فالتعديل والتغيير والتبديل لا يستندون بالتساوي على ضرورة الحدوث ولكن الثلاث حالات يحتاجونلصدق قراءة الواقع لاستمراريتهم وإخلاص الأداء وعمق الرؤيا المكنون في التشاركية واحترام الرأي الاخر فالتعديل والتغيير والتبديل إجراءات حياتية ضرورية وإحدى أدوات استمرار الحياة، المستمدة من التشريع او القانون أي انها لن تنجح الا ضمن التشريعات والقانون وليس ضمن المزاجية والمصالح.

تعليقات القراء

تعليقات القراء