خاص سما الاردن | بادرني احد الناشطين على مايسمى مواقع التواصل الاجتماعي وهو صديق قديم وكان منفعلا وهو يسألني " شفت الفيديو " ، اجبته أي فيديو يارجل ؟ صارت الحياة كلها فيديو وكل يوم فيديو ، وعن أي منها تتحدث، فقال متهكما ( لويش انت صحفي ) اذا ماشفت الفيديو وأسترسل في حديث طويل غاضب ، اذكر منه ( ناس ما بتستحي ) وين الامن ، وين الاخلاق ، وين الشرف ، الله يلعن ابو ....
وماكان امامي الا ان اقاطع صديقي كي أهدأ ثورته وهي محقة طبعا ثورة رجل لا زال فيه بقية من حياء ، ودم حار وغيرة ونخوة عربية بنكهة شرقية ، فاخذته وجلسنا في زاوية مقهى قريب حتى لا يسمعنا زبائن المقهى فيظنوا اننا نتشاجر .
قلت يا صديقي هدأ من روعك واشرب القهوة واستغفر الله ، وانا اشرح لك عن الفيديو المقصود وأنا سمعت عنه ولم اسمح لنفسي ان احقق رغبة من ينشره ليجمع اكبر عدد من المشاهدات (ترند ) بلغة الصحافة ، لكن ارجوك لا تقاطني حتى اكمل حديثي ، هذا الفيديو مشابه لكل فيديو على شاكلته ، هو نتاج ثورة التكنولوجيا والاتصال التي حولت العالم الى قرية صغيرة تتشابه في شوارعها واسواقها وناسها ومركباتها لكنها تتفاوت في ثقافاتها واخلاقها وقيمها ، فيما هو مباح وغير مباح وصحيح وغير صحيح ، كل ذلك خلق حربا غير معلنة بين الشعوب والدول والامم حرب لاتبقي ولا تذر عصفت بالدين واالاخلاق والمباديء وانهارت امامها منظومة القيم البشرية ، ولم تعد هذه الحرب بحاجة للبندقية والدبابة والطائرة ، بل سلاحها الفتاك والمدمر الكلمة والصورة قذاف سامه يستخدمها الاعلام الموجه بكل منابره وعلى رأسها مايسمى مواقع التواصل الاجتماعي ، و هو اسم مفرغ من دلالته لكنه مترجم ( السوشيال ميديا ) ، لذا حين تصبح ( مهارة التزييف (الفوتو شوب ) طوعا بيد من لا يخاف الله ، المتجرد من انسانية الانسان ، وغياب الضمير ، كل شيء يصبح ممكنا ، وهناك فبارك خاصة لانتاج مثل هذه الصور والفيديو الموجه لتدمير المجتمعات واغتيال القيم ، تستخدم بدهاء وخبث فنصدقها وننشرها ونجعلها حديث مجالسنا وندخلها بيوتنا، من باب الجهل بأهدافها اللعينة ، دون ان نسأل انفسنا ماهي الغاية من نشر مثل هذه الصور والفبديو التي تظهر الانسان بفعل رذيلة لا تمارسها الا البهائم ، وكان سابقا المثل لاتصدق كل ماتسمع واليوم يقول لاتصدق كل ماترى وتسمع ، وبلاش تقول ( شوف عيوني ) فعيونك لم تعد عيونك فلا تصدق ماتراه (مدبلج ) وادخل دورة (فتو شوب) لتصدق مأ أقول .
ابتسم صديقي وصافحني وقال ( مش بعيد بكره يركبوا صورتي اني سارق بنك .( واصير مطلوب ) .
إضافة تعليق