ويكون الحب صعبًا أحيانًا

خاص سما الاردن | الحالات التي يكون الشعور بها/ فيها بالحب نادرة في حدوثها ومتنوعة بأسبابها فالجميع على سبيل المثال في هذا العالم يتوق للسلام وينظر اليه بشغف.

فلا يترك طريقة للحفاظ عليه إلا وفعلها بأدوات عديدة، فتارة بمكافحة الارهاب الذي قد تتخذ منه بعض الدول ذريعة وتارة بمكافحة التطرّف الذي لم نر نتائجه كما نرجو على أرض الواقع، وتارة بنشر الوعي السليم وبناء الألفة بين المجتمع الواحد الذي لم تفلح فيه العديد من الدول فلا نزال نرى اعمال عنف فردية تعبر بفعلها عّن مرجعتيها، وتارة بتبني السياسة الوسطى المنفتحة مغزاها التغلغل في الدول، وليس بالمعنى الحقيقي للسياسة الوسطى او بالمعنى الذي نعرف.

التمسك بحب السلام كان سببا في أن عاشت منطقتنا اسوأ المراحل ولا زلنا نعاني اثارها الاقتصادية، لم تهدأ منطقتنا حروب غير مشروعة بسبب مصالح لا أحد يرى أين تحققت أو مدى فعالية نجاحها!!

فذاك اليمن الذي يدمي وليبيا التائهة بين الايادي وسوريا تتوق الاستقرار والعراق يتطلع لِغَد أفضل ولن أنسى أنفسنا وهمنا النهضة من الضائقة الاقتصادية التي وجدنا أنفسنا بها، أزمة لا اعتقد ان أحدا كان يتوقع درجتها وطبعا لم يتأخر أحد بمساندة الأردن، فهو ذاك الذي تحمل الكثير رغم ضيق حاله، مساندة أشبه بتلك الذي ينتظر رجلا ليدخل غرفة الانعاش ليسعفه حتى يتنفس ليعود ويتركه عندما يلتقط أنفاسه.. وهكذا...

تعددت الأشكال لحب السلام وإقصاء الخطر ولكن بالتأكيد لم نشهد هكذا تصادم قوى من اجل السلام فهذا يمنع والاخر يُندد كأن باقي العالم غير موجود... دون التهويل او التكبير او التعدي على الهدوء في نقل الخبر الذي تتخذه وسائل الاعلام ولكن بالتأكيد ما يجري هو تأكيد أن العقلانية فعلا باتت كمصطلح أصبحت تستخدم فقط في الخطاب الأدبي والثقافي وكأنها تقوم بدورٍ مُقابلٍ لمصطلح "العلمية" الذي يختص بالموضوعات المدرجة في المختبرات وملحقاتها.

فعلا احيانا الحب يكون صعبا عندما يبتعد عن تبني طريق مختصر نحو التصديق والالتزام وسعة الصدر
ويصبح أكثر صعوبة عند التسابق نحو غايات محددة فيكون العالم في زوبعة بعيدة كل البعد عن الانسجام منتجا حياة خالية شعارها "وتؤخذ الدنيا غلابا" ولا يسعنا الا ان نقول "... لولا فسحة الأمل"..