من الإدانة إلى التبرير.. 

من الإدانة إلى التبرير.. 
2023-11-08
ن.ب

كتب محمد كمال الضمور 

لا خلاف على كون النشر المكثف عن غزة وجرائم الأحتلال في القطاع بجميع اللغات أثبت فعاليته بشكل كبير، والجميع لمس حجم التأثير الكبير على آراء الشعوب الغربية ومختلف شعوب العالم وموقفهم من القضية الفلسطينية ككل وعن الحرب في غزة بالتحديد، هذا التأثير بحسب تجربة شخصية حقق ما لم نتوقعه بكثير بل تجاوز ذلك الى كسب تأييد كبير لحركات المقاومة وبالتحديد حماس من مختلف شعوب العالم.

 

على سبيل المثال في الصين، ويوم الأمس بالتحديد خلال إحدى المحاضرات المتعقلة بالصحافة الدولية، عرضت البروفيسورة فيديوهات تظهر وحشية الإحتلال وجرائمه في غزة وكان حديثها في مجمله يدور حول مدى صعوبة الظروف في غزة وجرائم الإحتلال ومعاناة الناس وأعداد الشهداء من أطفال ونساء، وحصار القطاع براً وبحراً وجواً وتعمّد الإحتلال قطع كافة مقومات الحياة عن غزة وشبهت غزة ب "open air prison"، برأيي هذه الحالة من المعرفة والدراية والوعي لدى شعوب العالم بالواقع الذي يعيشه الفلسطينيين في ظل ما يمارسه الإحتلال من جرائم من الطبيعي أن تتشكل، ولكن ما لم أتوقعه وتحديداً في الصين في ظل سياسات تعتمد الحياد في النزاعات الدولية أضف إلى ذلك الرقابة الشديدة على كل من يتحدث بالسياسة؛ أن تتعدى فكرة دعم القضية الفلسطينية وإنكار جرائم الإحتلال إلى فكرة تبرير ما قامت به المقاومة أو "أفعال حماس" كما يتم وصفها من قبل "الغرب المنافق"، أي بمعنى آخر التخلي عن فكرة إدانة حماس "Condemn Hamas" والإنتقال الى فكرة التبرير والتغاضي عن عملياتها "Condone Hamas" وإعتبارها حتمية وضرورة ورد فعل طبيعي وشرعي في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني وأهالي القطاع بالتحديد من حصار وحروب على مدار ال ٢٠ عام الماضية، وهذا بالتحديد ما أشارت له البروفيسورة بمحاضرة الأمس بشكل واضح وصريح وعلني أمام الطلبة

من قلب "العاصمة بكين".

جميع الشعوب تؤمن أن المقاومة هي الجدوى الوحيدة في وجه المحتل، ولا بديل عنها سوى الخضوع والموت خوفاً وجبناً.

تعليقات القراء

تعليقات القراء