منهم مدانون بالإعدام.. إطلاق سراح آلاف السجناء في السودان

منهم مدانون بالإعدام.. إطلاق سراح آلاف السجناء في السودان
2023-04-23
ن.ب

سما الاردن | وجد 7 آلاف سجين، من بينهم عدد كبير من المنتظرين المحكومين بالإعدام، أنفسهم خارج السجن، بعد أن اقتحمت قوة مسلحة سجن رئيسي في منطقة الهدى في أم درمان غرب الخرطوم، وأخذت معها 28 من ضباط جهاز الأمن الذين كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في جريمة قتل المعلم أحمد الخير داخل معتقله، خلال الحراك الذي أطاح بنظام عمر البشير في أبريل 2019.

وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللذين يتقاتلان في الخرطوم لليوم الثامن على التوالي؛ الاتهامات حول عملية اقتحام السجن؛ الذي يعتبر أحد أكبر السجون في السودان.

وكان من بين المسجونين محمد توباك، الذي يحاكم في قضية قتل ضابط برتبة عميد في الشرطة السودانية.

لكن توباك فاجأ الرأي العام بظهوره في مقطع فيديو، السبت، قال فيه إن “المسجونين أُجبروا على الخروج”، مؤكدا “استعداده للعودة إلى السجن وتسليم نفسه، متى ما توفرت الظروف الأمنية المناسبة، لأنه واثق من براءته”.

 

وقالت رئيسة هيئة الدفاع عن توباك، إيمان حسن، إن موكلها أبلغها بالواقعة بكل تفاصيلها؛ وأوضحت لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه “سيكون في مكان آمن، خوفا من أي سوء قد يتعرض له، في ظل تهديدات خطيرة أطلقتها ضده جهات” لم تسمها.

 

وتفاجأ حراس السجن، السبت، بقوة مزودة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، وأجبرتهم على إخراج جميع السجناء قبل أن تأخذ معها المحكومين الثمانية والعشرين التابعين لجهاز أمن البشير.

ومنذ أسبوع، تعيش العاصمة السودانية الخرطوم حالة من الفوضى والانفلات الأمني، بسبب الاشتباكات العنيفة المستمرة بين الجيش والدعم السريع، والتي أدت إلى تعطيل الحياة العامة في مجمل أنحاء البلاد، وأدت إلى شلل كامل في الخدمة المدنية والأسواق.

وحذر مراقبون من خطورة إخراج هذا العدد الضخم من المسجونين؛ معتبرين أن “لدى القوة التي نفذت الهجوم مصلحة خاصة، بدليل أخذها للمحكومين بالإعدام في مقتل المعلم أحمد خير”، والذي رفضت أسرته في وقت سابق طلبا بالعفو عنه، وتمسكوا بحقهم في تنفيذ حكم الإعدام.

 

وتدور مخاوف كبيرة من محاولات تستهدف سجونا أخرى، من بينها سجن كوبر الذي يقبع فيه البشير وعدد من مساعديه، حيث يواجهون تهما خطيرة تصل عقوبتها للإعدام.

 

– إجلاء الرعايا –

تقوم بلدان عدة بينها الاتحاد الأوروبي بإعداد خطط لإجلاء رعاياها الأجانب، بينما نشرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قوات في الدول المجاورة.

 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة إن الوضع ما زال خطيرا لإجلاء موظفي السفارة.

 

وفي وقت لاحق، قالت قوات الدعم السريع إنها مستعدة لفتح “كل مطارات” السودان من أجل إجلاء الأجانب مع أنه من غير الممكن معرفة ما هي المطارات التي تسيطر عليها هذه القوات.

 

وفي بيان للجيش السبت، أكد البرهان موافقته على “طلب عدد من الدول تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد”، و”تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك”.

 

وأفاد البيان بأنه “ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات القادمة”.

 

وتابع بأن كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستقوم بإخلاء دبلوماسييها ورعاياها جوا “بطائرات نقل عسكري من الخرطوم، ويتوقع الشروع في ذلك فورا”.

 

وأشار البيان إلى أنه “جرى في وقت سابق إجلاء البعثة السعودية برا إلى بورتسودان ومنها جوا إلى السعودية، كما سيتم تأمين مغادرة البعثة الأردنية في وقت لاحق بالأسلوب نفسه”.

 

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصًا قتلوا وأصيب 3551 بجروح في القتال في جميع أنحاء السودان، لكن يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك، إذ لم يتمكن عدد من الجرحى من الوصول إلى المستشفيات.

 

وقالت نقابة الأطباء إن أكثر من ثلثي المستشفيات في الخرطوم والولايات المجاورة “توقفت عن العمل”. وتعرضت أخرى للنهب وقُصفت أربعة مستشفيات على الأقل في ولاية شمال كردفان.

 

وقال برنامج الأغذية العالمي إن العنف قد يوقع ملايين آخرين في براثن الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص – أي ثلث السكان – إلى المساعدات.

 

ويخشى محللون أن تنجر دول المنطقة إلى النزاع. فقد شددت مجموعة الأزمات الدولية على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الانزلاق إلى “حرب أهلية شاملة”.(سكاي نيوز+وكالات)

تعليقات القراء

تعليقات القراء