سما الاردن | لن نسألكم جلالة الملك لما غزا الشيب عارضيك وتسلل الى وجهك الصبوح ، فهو مشيب ابكى قلوبنا وأجرى الدمع في مأقينا .
نعم لن نسألك جوابا نحن نعرفه ، وقد انبأتنا به حالكات الليالي وما خصلات الياسمين في مفرقكم ، الا علامات عراك نوائب الدهر وقهر الزمان ، إنها شواهد نقيع معركة انت فارسها ولا زلت على صهوة (الهدلا ) سيف الصحراء وسيدها ، وربان السفين وقائدها .
نحن نعلم ياسيدي ان الحمل ثقيل والاعباء جسام والتحديات صعاب وما كان شيبكم الا من أجلنا ، كما هو قدركم آل هاشم رسل محبة ، واساطين حكمة ، ورثة رسالة جدكم المصطفى عليه الصلاة والسلام (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) .
كيف لا يشيب يابني قومي ؟ من وقف متحديا يصد عنا جنون ريح صرصر حين كانت تعوي كذئاب جائعة تحاول اقتلاع جذورنا ، كيف لا يشيب ربان يواجه حماقة الموج وغضب البحر ، كيف لا يشيب من يحمل في قلبه ابناء وبنات وآباء وامهات اسرة قوامها ستة ملايين عزيز على قلبه يخشى عليهم سطوة الارهاب شذاذ الافاق ، واختلال الموازين ، وعدم التفريط بحق او أمانة تاريخية ، ومن اجله تخلى القريب عنا والبعيد .
سيبقى شيب عارضيك ياسيدي ، أمانة في اعناقنا جميعا ، نقر بفضله في كل صباح ومساء ، وحين نلقى وجه رب العالمين ، نورثها للاجيال من بعدنا ، فهي دين الرجال على الرجال ، ان نبقى على العهد والوعد ، كما قطعه ابائنا واجدادنا للاوائل آل الهاشم الغر الميامين ، وسيبقى وقار مشيبكم منارة هداية وعباءة عز نلوذ بها كلما القى الدهر علينا نوائبه وتاهت بنا حالكات الليالي .وقد زادكم الشيب وقار على وقار .
جميع الحقوق محفوظة - وكالة سما الاردن الاخبارية © 2018
إضافة تعليق