لماذا وقف أردنيون متفرجين خلال الاعتداء على سيدة وابنتها بالشارع؟

لماذا وقف أردنيون متفرجين خلال الاعتداء على سيدة وابنتها بالشارع؟
2020-12-26
ن.ب

سما الاردن | في ظاهرة غريبة على الأردنيين وقف عشرات الاشخاص ينظرون إلى مشاجرة يعتدى بها بالضرب على سيدة وابنتها في الطريق العام، فيما لم يتدخل سوا شاب وخاله لايقاف الضرب المبرح الذي تعرضتا له مساء الخميس الماضي..

الأردنيون عرفوا بـ "حميتهم" وسرعان اغاثتهم للملهوف، ودفاعهم عن الضعيف والمظلوم، لكن ما حدث ليلة الجمعة كان صادما، فلماذا لم يتدخل الأردنيون دفاعا عن السيدة وابنتها؟..

خبير علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، يرى أن هناك عدة اسباب دعت الموجودين الى الوقوف متفرجين دون تدخل، أهمها صدمة الموقف، والخوف من ردة الفعل.

يقول الخزاعي  إن سلوك الاعتداء على اناث في الطريق العام وأمام المارة، هو أمر غريب على مجتمعنا وقد يكون ذلك يحدث لاول مرة، ما وضع الموجودين تحت تأثير صدمة الموقف، فلم يتدخلوا حتى من باب السؤال.

أما الأمر الثاني فقد يكون الخوف من ردة فعل الجناة في حال التدخل بالشجار، فالخوف من الحاق الضرر الجسدي بهم او الضرر القانوني مستقبلا وهو اكثر من يخيف المواطن فالأمر له تبعات شاقة في المستقبل وفق الخزاعي.

وهو ما حدث مع الشابين الذين تدخلا لانقاذ السيدة وابنتها من الاعتداء، وفق ما روت ابنة السيدة المعتدى عليها، فكسرت قدم احدهما فيما اصيب الاخر بجروح بليغة.

اما السبب الثالث فقد يكون لعدم معرفة سبب الاعتداء، والاعتقاد في بعض الحالات المشابهة أن يكون الخلاف عائلي، وهو أمر بالغ الحساسية ويصعب التدخل به.

وعن سلوك المعتدين، قال الخزاعي إنهم قد يكونوا غير مدركين للسلوكيات التي يقومون بها كونهم تحت تأثير كحول او مخدرات، وهو ما قد يتكرر لاحقا في المستقبل خاصة في ظل وجود فراغ لدى الشباب، وسط نسب مرتفعة من البطالة، ما يجعلهم يمضون وقتهم في الشللية والتجمع بهذه الطريقة.

والمؤلم جدا في الحادثة يقول الخزاعي، هو مبادرة المتفرجون الى التصوير وخاصة ان الحدث يسيء للضحايا والمجتمع باكمله، مشيرا الى أن نشر الصور ومقاطع الفيديو مخالف للعادات والدين والقيم، ووجود الهواتف مع المواطنين لا يعني الاعتداء على بعضهم من خلال التصوير، مؤكدا أن نشرها أخطر وأشد الما من المشاجرة وما تعرضت له الام وابنتها.

تعليقات القراء

تعليقات القراء