لماذا نحب مشاهدة أفلام ترعبنا وتخيفنا؟!

لماذا نحب مشاهدة أفلام ترعبنا وتخيفنا؟!
2020-03-01
ن.ب

سما الاردن | ينجذب بعض البشر ويحبون القيام بنشاطات خطرة ومغامرة؛ مثل القفز من طائرة أو ركوب ألعاب خطرة أو سباق السيارات.

ومع توفير درجة من الأمان، يشير مزاولو هذه الهوايات إلى أنها تقوي لديهم مشاعر الحماسة والإثارة. وهذه المشاعر التي يشعر بها محبو مشاهدة أفلام الرعب أيضا. وللتوضيح، فأفلام الرعب هي التي تظهر مجموعة أبطال يواجهون قوى خارقة او وحشا مرعبا او كائنا خياليا يهدد حياتهم ولا يمكن القضاء عليه بسهولة. وعند متابعة مبيعات شباك تذاكر السينما، تلاحظ كثرة الإقبال على هذه الأفلام، بحيث تتعدى مبيعات أفلام الكوميديا والدراما.

ولكن لماذ نحب مشاهدة أفلام ترعبنا وتخيفنا؟ هذا هو السؤال الذي أراد فريق بحث من جامعة توركو الفنلندية معرفة اجابته. وأظهرت نتائج دراستهم بأن %72 من المشاركين في الدراسة، يشاهدون فيلم رعب واحدا على الأقل كل 6 أشهر، وذلك بسبب ما يشعرون به اثناء مشاهدتها من اثارة وحماس وحتى قلق.

بينما اعتبر الآخرون مشاهدة هذه النوع من الأفلام مجالا خصبا للترابط والتواصل مع الاخرين، لأنها أفلام تفضل مشاهدتها مع الاخرين وليس لوحدهم. وبين الأشخاص أن أكثر الأفلام رعبا هي تلك التي تبنى على واقعه حقيقية او عامل/ مرض نفسي أو ظواهر ما فوق الطبيعة، وكانوا أكثر خوفا بكثير من الأمور التي لا يرونها أو التي يرون مؤثراتها مقارنة بما يمكنهم رؤيته.

أنواع الخوف

وهذا يدل على ان الأشخاص يشعرون بنوعين من الخوف: الخوف الذي يتسلل اليك لأنك تشعر بان هناك شيئا غريبا ومخيفا يحدث ولكنك لا تراه ولا تعرف ما هو بالضبط، وخوف آخر مفاجئ وصادم (يجعلك تقفز من مكانك وتصرخ) عندما ترى شيئا مخيفا او مهددا للحياة (مثل ظهور الوحش).

التأثير الدماغي

للتعرف على ما يحدث في الدماغ (ردة الفعل العصبية-الدماغية) اثناء مشاهدة هذه الأفلام التي تعرض بيئة معقدة ومثيرة للقلق والرعب، قام الباحثين بتصوير ومراقبة نشاط مناطق الدماغ أثناء مشاهدة المتطوعين أفلام الرعب.

وكشفت خريطة نشاط المناطق الدماغية بأن تسلسل أحداث أفضل أنواع هذه الأفلام هو الذي يقوم بالتحكم وتغيير نشاط مناطق دماغية بكل حرفية لتعزيز الحماسة.

وعلقت رئيسة فريق البحث البروفيسورة لوري نميتنا قائلة «يرافق تسلسل قصة هذه الأفلام تصاعدا في وتيرة مستوى القلق والتوتر والخوف، مما يفسر تصاعد نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بالمشاعر والاثارة البصرية والسمعية. فمشاهدوها بحاجة الى معرفة السر الخفي او شكل الوحش الذي يهدد حياة الابطال.

وبعد حدوث الصدمة وكشف السر، وجدنا بأن نشاط الدماغ يصبح أكثر وضوحا وقوة في مناطق ترتبط مع المشاعر العاطفية وردة الفعل السريعة للخطر واتخاذ القرار.

ويستمر نشاط هذه المناطق بشكل متواصل ومتشابك مع مناطق الاحاسيس، وكأنها تكون في حديث مستمر طوال الفيلم. بل وكأنها تحضر وتعد شبكة ردة الفعل السريع لتطور الاحداث المخيفة ودرجة الرعب فيها.

فالدماغ ينتظر ويتشوق، بل ويسعد من ردة الفعل للخوف والرعب. وأفلام الرعب تخطط وترسم الطريق لهذا التصاعد والزيادة في الاثارة والحماس بشكل احترافي».

تعليقات القراء

تعليقات القراء