لقاء السيسي في cbs يثير الضجة في مصر.. فيديو

لقاء السيسي في cbs يثير الضجة في مصر.. فيديو
2019-01-08
ن.ب

هل كانت مقابلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع قناة سي بي سي الأمريكية تستحق فعلاً كل الضجة التي أثيرت حولها؟

سؤال مشروع في ظل العاصفة التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام من موعد اللقاء تمهيداً لعرضه، في أتون النار التي أشعلتها تصريحات القناة سواء عن مضمون المقابلة أو ما جرى قبلها، خلالها وبعدها، إضافة طبعاً إلى أصل المشكلة وهو الرفض المصري لبثها وطلب وقفه بعد تسجيلها مباشرة.

كثيرون رأوا بعد متابعة اللقاء، الذي سجل قبل ثلاثة أشهر ولم تذكر أسباب تأخير بثه إلى الآن، أن ما جاء فيه لم يحد كثيراً عن مواقف معلنة ومعروفة للنظام المصري والرئيس المصري في ملفات متعددة من أبرزها ملف فض اعتصام رابعة والاعتقالات السياسية.

فأعاد السيسي تأكيد إنكار وجود معتقلين سياسيين وسجناء رأي، والتعجب من تقارير حقوقية دولية واستنكار للأرقام والإحصائيات، ليعود ويؤكد أن كل ما في الأمر هو محاولة الدولة الوقوف في وجه المتطرفين الذين يحاولون فرض أيديولوجيتهم بحسب قوله، أما بخصوص ما حصل في ميدان رابعة فلم يحد عن الرواية الرسمية المكرورة بأنها كانت محاولة تفريق مسلحين وفتح ممرات آمنة للمعتصمين ليتركوا الميدان بسلام، مع تهربه من تأكيد أو نفي مسؤوليته عن إعطاء أمر الفض رداً على سؤال حول وقوفه شخصياً وراء أمر مباشرة العملية .

فهل يمكن أن يكون هذا فعلاً ما استفز النظام المصري وجعله يطالب بعد تسجيل الحلقة مباشرة بعدم بثها؟

هناك العديد من الفرضيات التي ترجح هذا السبب، وأخرى ترجح أن تكون طبيعة الحوار والأسئلة ومضمون اللقاء الذي لم يعتد السيسي على خوض مثله من قبل لا محلياً ولا إقليمياً، وبالتالي المظهر الذي ظهر به الرئيس المصري، أيضاً من بين الأسباب الكامنة وراء هذا المطلب.

حيث ذكر معدو البرنامج أنه تم طلب الأسئلة والمحاور قبل الموافقة على اللقاء، وهو ما يعارض أصلاً مبادئ العمل التي يقوم عليها البرنامج، وأدت الأحداث السابقة واللاحقة لتساؤل فريق العمل - في شريط فيديو عرضته صفحة القناة على مواقع التواصل الاجتماعي- إن كان الرئيس السيسي يعرف أصلاً ما هو هذا البرنامج ومن قد سبقه إلى الظهور فيه؟.

ربما قلق الحكومة المصرية مما جاء في هذا البرنامج مبالغ به بالنسبة للبعض ومبرر بالنسبة للبعض الآخر، لكن تصرفها ورد فعلها لا يبدو أنه خدم الصورة والرسالة التي يراد تقديمها إلى الغرب والعالم، خاصة في فترة يسعى السيسي فيها لتوطيد حكمه بشكل غير مسبوق وفي إطار التحضير لحملة تعديل الدستور المصري لزيادة فترة الرئاسة. كما أثارت محاولات الحكومة هذه كثيراً من الأسئلة والسخرية لدى الرأي العام محلياً وإقليمياً، لم يطفئها تجاهل وسائل الإعلام المصرية لهذا اللقاء في ضيافة أحد أهم البرامج الحوارية العالمية.

تعليقات القراء

تعليقات القراء