خاص سما الاردن | كتب / فلاح القيسي
استاذي ومعلمي الحبيب
اخط اليك حروف رسالتي ، في صباح اليوم الاول من الاسبوع ، ودموع أمي تحرقني وهي تقلب كفيها حائرة بين خيار ان ترسلني انا واخوتي الصغار الى المدرسة التي لم يعد فيها معلم يرعاني ، ولم تعد بيتي الثاني ، بعد ان ألقى اضرابكم بنا الى أرصفة الضياع نهيم في شوارع المدينة على وجوهنا ،
وبين خوف أمي ان تتركنا في البيت وحدنا تخاف علينا من العبث بالكهرباء او خطر الحريق او سطوة لص ترعبنا ، وزاد ت حيرة امي بعد ان رفض مديرها في العمل منحها اجازة لتبقى معنا، بكت امي وبكينا انا واخوتي حتى بلل الدمع دفاترنا الجديدة التى لم نفرح بها ، كم تملكني الاحساس بالغربة وانا اتذكر انك كنت ملاذي الامن وابي الثاني احبك وتحبني تعلمني وترعاني،
معلمي الفاضل لما تبدلت مالذي نزع الرحمة من قلبك ؟ هكذا فجأة
الم تكن انت انت من كان يردد
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
حتى ان عقلي الصغير آمن بك ووضعك في منزلة الرسل ، وانت من حمل رسالة الانبياء ، اليس انت من علمني معنى السلام الوطني ، والهمني
قدسية احترام العلم ، ونحن نرفعه كل صباح وكنت تعاقب من لا يقف مستعدا عند السلام وعند العلم ، كنت تقول لنا الوطن اغلى من الحياة ومن اجله يموت الشهداء . وتجوع الحرة ولا تأكل ثديها .
استاذي الفاضل / عقلي الصغير لم يستوعب ماجرى كيف تخليت عن طلابك لا بل ابنائك ، لأ اصدق ان فقرك هو السبب ، فكلنا فقراء وابي متقاعد ب 300 دينار الذي لايساوي نصف راتبك ، لكنه قانع ويحمد الله ،
لا تمحو صورتك المشرفة من وجداني لأعيش مشتتا بين ماكنت تقول وما فعلت اليوم ، نحن نحبك معلمي ونؤمن بكل كلمة كنت تقولها ، لانك قدوتنا ونموذج سلوكنا وكم تمنينا ان نصبح معلمين مثلك حين نكبر ، اعذرني يا معلمي انني اعاتبك فذلك لأني احبك ، ولاتحرمني فرحة الترفيع الى صف جديد ، ودعني أجفف دفاتري بعد ان بللتها الدموع ، اتوسل اليك لاتحرمني
فرح العام الجديد ، ولنلتقي غدا في طابور الصباح لنردد سويا نشيد الوطن وسلام العلم .....انت معلمي حبيبي . وليكن الحوار سيد الموقف كما علمتنا .
إضافة تعليق