دخان عوادم الديزل «سرطان» يسري في الشوارع (فيديو)

دخان عوادم الديزل «سرطان» يسري في الشوارع (فيديو)
2019-07-20
هناء سكرية

سما الاردن |  كشفت الأبحاث العلمية الحديثة، أن ثمة ارتباطاً مباشراً بين الإنبعاثات الناجمة عن عوادم محركات الديزل، وبين أمراض السرطان، إذ صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن مادة الكبريت في الديزل (مسرطنة)، مما ينذر بخطر ازدياد إصابة الأردنيين بالمرض، نتيجة الزيادة في تلك الأنبعاثات.

يعزز هذا الخطر نتيجة الفحوصات الفنية لأنبعاثات العوادم التي نفذتها وزارة البيئة ومديرية الامن العام في سنوات سابقة حيث بينت أن 80 بالمئة من مركبات الديزل غير صالحة (فنياً) للسير على الطرقات، فمن بين (8920) مركبة ديزل فأن (6870) مركبة غير صالحة و(2050) صالحة، كما كشفت الفحوصات أن (3742) مركبة تعمل على مادة البنزين صالحة، من أصل (3972)، منها (230) مركبة غير صالحة.

إن أزدياد أعداد المركبات التي تعمل على مادة الديزل والتي تشكل اكثر من ربع مجموع المركبات المسجلة في المملكة ، تفاقم المشكلة، وسط إجراءات محدودة للحل، سواء من الجهات المعنية، أو من إهمال صيانة المركبات بشكل دوري، فضلاً عن أعدادها المسجلة والتي تجاوزت مليونا وثلاثماية الف مركبة.

إن مادتي الرصاص والكبريت الناجمة من عواد السيارات تؤثران في المأكولات المكشوفة، خاصة التي تقع في الأحياء الضيقة والمدن المزدحمة، او التي تصنع خارج ابواب المطاعم كالشاورما، حيث يحولها إلى مادة غذائية مسرطنة

الدراسات العلمية، اثبتت أن هناك علاقة مباشرة، بين انبعاث عوادم المركبات وبين تشوه الأجنة في ارحام السيدات، وكذلك ثمة تأثير في معدل الخصوبة عند الرجال، مبينة أن التأثير تراكمي وعلى المدى البعيد.

وأشارت إلى وجود نوعين من التلوث أو التسمم للشاورما، الأول يعود للمادة الغذائية في الوجبة نفسها ويعرف بالتسمم الميكروبي، والآخر تسمم أو تلوث تراكمي على المدى البعيد، إذ يتم عن طريق الرصاص والكبريت، بحيث يحولها إلى مادة غذائية تصيب بأورام سرطانية وتشوه الأجنة، وكذلك تلف الدماغ والتأثير في معدل الخصوبة لدى الرجال.

وكانت رئاسة الوزراء وبناء على طلب وزارة الصحة الزمت شركة مصفاة البترول الاردنية بتخفيض نسبة الكبريت في وقود الديزل والوقود الثقيل الى التركيز المسموح به، و خفض التركيز الى 500 جزء بالمليون وبالسرعة القصوى كإجراء أولي، وهذا سيحقق انخفاضا ملموسا في انبعاث ثاني اكسيد الكبريت واكاسيد النيتروجين.

لكن مصفاة البترول تُرجع ارتفاع نسبة الكبريت في الديزل إلى نوعية النفط الخام المكرر، والتي تصل نسبتها في النفط العربي الى 1.9 بالمئة، وفي نفط البصرة العراقي الى حوالي 3 بالمئة، ما يتطلب اقامة منشآت خاصة لنزع الكبريت من الديزل. 

كما أن الأسباب المسرطنة ليست وجود مادة(الكبريت) وحسب، وانما لأسباب تتعلق بصيانة المحركات التي تعمل على هذه المادة، ووجود مواد هيدروكربونية غير مكتملة الاحتراق حسب تصريحات صحفية للرئيس التنفيذي للشركة عبد الكريم علاوين.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل خاطبت مؤسسة المواصفات والمقاييس سابقا مصفاة البترول الاردنية بعدة كتب تدعوها لتخفيض نسبة الكبريت في مادة الديزل.

النسب المذكورة ، مؤشرات خطيرة، لكنها تصبح أكثر خطورة لولا تحايل أصحاب المركبات وقيامهم بتنزيل عيار (طرنبة ) الديزل، والتلاعب بها، لكي لا يخرج منها العادم اثناء فحصها في مراكز الترخيص، ثم يعملون على اعادة تلك العيارات، وفقا لسائق باص متوسط.

وطالبت الاجراءات المقترحة من قبل وزارة الصحة , وزارتي الصناعة والتجارة والبيئة الاستمرار في منع استيراد سيارات الصالون التي تعمل على غير البنزين وسيارات الشحن المعدة لنقل البضائع التي مضى على انتاجها اكثر من عشر سنوات تسبق التخليص .

وحذرت نتائج بحث قام به استاذان من جامعتي اليرموك , والطفيلة التقنية في وقت سابق، من استخدام وقود الديزل في افران المخابز والذي ينتج عنه تركيز متبقيات المعادن الثقيلة في الخبز ما يؤدي الى تناول عنصر الرصاص عن طريق الخبز بشكل اكبر لذا يجب ان تتحول الافران عن استخدام وقود الديزل الى مصدر طاقة انظف .

هذا وكشف باحثون من ألمانيا أن الهواء المنبعث من عوادم السيارات يؤدي لحالات وفاة مبكرة أكثر من التدخين، وقالوا إن تلوث الهواء يعتبر من أكبر المخاطر الصحية ويؤدي لانخفاض متوسط أعمار الأوروبيين بنحو عامين.

وأوضح باحثون تحت إشراف يوس ليليفِلد، المتخصص في أبحاث المناخ الجوي، وتوماس مونسِل، أخصائي القلب، أن الهواء الملوث بالغبار يتسبب في نحو 8.8 مليون حالة وفاة على مستوى العالم سنويًا، وذلك حسبما جاء في مجلة "يوروبيان هارت جورنال" ، مؤخرا

وشف الباحثون أن نحو 120 من بين كل 100 ألف شخص يموتون سنويًا في سن مبكرة جراء تلوث الهواء، وارتفع هذا العدد في أوروبا إلى نحو 133 شخصًا، و154 شخصًا في ألمانيا، أي أكثر من دول مثل بولندا وإيطاليا وفرنسا.

اليوم يتوجب على كافة الجهات المسؤولة التي تعنى بصحة المواطن سواء كانت جهات حكومية ام مؤسسات مجتمع مدني دق ناقوس الخطر وبصوت مرتفع ، للوقوف بوجه هذا الامر الذي لا يستثني احدا من رجال ونساء واطفال ، وعدم الصمت امام الجهات المتسببة حتى لو كانت جهات حكومية

وعلى الحكومة التفكير بصحة المواطن وبيئة الوطن واتخاذ اجراءات اكثر حسما وحزما للحفاظ عليها بدلا من السعي والصمت امام العوائد المالية التي تجنيها من تلك المحروقات المسرطنة.

تعليقات القراء

تعليقات القراء