تلفزيون المملكة..بيتُ الخبر الأردني

تلفزيون المملكة..بيتُ الخبر الأردني
2020-07-26
هديل شقير
ن.ب

سما الاردن | 50 مليون دينار أردني أراهم يتجسّدون بمهنية في "قناة المملكة"، في كلّ أداء وبرنامج ونشرة، في كلّ خبر.

سأقول هنا قولي بنظرةٍ علمية وفي غمرةِ بحثي في دراسات التلفزيون؛ لا أُجامل، وإن ظنّ زملائي من العاملين في تلفزيون المملكة هذا، ولا أُبخّس وإن سيعتقد زملائي في التلفزيون الأردني هذا. 
منذ انطلاقة فكرة تلفزيون المملكة، وتحديدا منذ صدور الإرادة الملكية السامية بتاريخ 10/7/2015 بتعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة محطة الإعلام المستقلة بمقتضى المادة (4) من نظام محطة الإعلام المستقلة رقم (53) لسنة 2015، بدأ العمل على تأسيس هذه القناة التي أبصرت النور بعد 3 سنوات تظهرُ قيمتها الزمنية بحجم التجهيزات التي شغلت هذه المدة. أعترف أنني قبل متابعة القناة شكّلتُ في ذهني ما نسبته 75% من عدم التفاؤل تجاهها، كما أعترف أنني بعد أيامٍ من متابعتي لها تحوّلت ال75% إلى تفاؤل، بل ورضا، فقد شهدتُ زملائي ممّن أُدرك كفاءاتهم ينطلقون بعزمٍ وحب للعمل بما تعلّموه في بيئة جديدة، إنّما فيها من النضج المهني ما يدفع للأفضل ويبشّر بالخير.
بمحتواها الإخباري الذي يمنح المواطن الأردني حقه في الحصول على المعلومة، ويسعى لتحقيق الهدف الأساسي من الإعلام الإخباري بتشكيل الوعي، وبحضور إعلامي راقٍ يُقنعني وأنا التي تُلازمها قناتي البي بي سي والجزيرة في يومياتها، تقف قناة المملكة بثقة في مواجهة التلفزيون الأردني، مواجهةٌ أراها محسومة لصالح المملكة، فأتساءل: لماذا لا يتم التفكير ب"إحالة التلفزيون الأردني على التقاعد" وهو الذي بلغ من العُمر ما لم يمنحه الحكمة بل الخَرَف. فإنّه من الأجدر بدولةٍ طموحة للأفضل لكنها محدودة الإمكانيات المادية أن تكتفي بقناة واحدة تعززها وتضع فيها الثقل الإعلامي وتضخّ فيها الإمكانيات المتاحة. 
سيقول المُعجبون بالتلفزيون الأردني، وأعتقد أنهم قلّة، لماذا لم تفعل قطر هذا، فهي بسطوع نجم قناة الجزيرة لم تُبادر لإغلاق القناة القطرية، وأقول: قناة الجزيرة بمحتواها الإخباري وكادرها هي قناة عربية دولية، فلا تستهدف القطريين في التوظيف، كما لا تستهدفهم في خطابها الإعلامي، ولن أُعلل أكثر؛ فيكفي أنّ إمكاناتنا ليست بحجم إمكانات قطر لنشغِّل قناتين يفترض أن هدفهما واحد، وجمهورهما واحد.
سيظهر الآن من ستكون ردة فعله وكأنني أقترح أن نبيع إرث الأجداد، وكأنني أخون مسيرة وطن، أقول: لن يكون إغلاق القناة بمسألةٍ تستدعي البكاء على الأطلال؛ فقد حدث أن أُوقفت خدمة تلفزيون بي بي سي باللغة العربية في 21 أبريل 1996 بعد سنتين من البث التلفزيوني حينما كان شركاء بي بي سي حينها شبكة أوربت المملوكة لمستثمرين سعوديين، ليسحب الاتفاق بين الجهتين بعد بث بي بي سي حلقة من برنامج بانوراما التلفزيوني وضعت الحكومة السعودية حينها في موقف حرج، لينتقل العديد من طاقم بي بي سي العربية حينها إلى قناة الجزيرة القطرية. ومن هنا أردّ على آخر قد يتساءل: أين يذهب موظفو التلفزيون الأردني؟ سيكون هذا الكادر إضافة جيدة لتعزيز كادر المملكة في بداية سطوعه التي تحتاج لكل دفعٍ بقوة، ولم لا نشهد في المستقبل القريب قناة المملكة باللغة الإنجليزية! 
أرى أنه ليس من السهل تنفيذ هذه الفكرة، لكنه كذلك ليس بصعوبة تحمُّل مشاهدة قناة مشغّلة بدون "حِسّ ولا خبر".

هديل شقير - مختصّة بالإعلام السياسي.
 لندن - تموز ٢٠٢٠

تعليقات القراء

تعليقات القراء