تكميلية التوجيهي: أين الفرصة؟

تكميلية التوجيهي: أين الفرصة؟
2019-07-27
شروق طومار
m.z

سما الاردن | منذ سنوات، لم تهدأ وتيرة التذبذب في القرارات المتعلقة بامتحانات الثانوية العامة حتى وصلت حد الإرباك للطلبة وذويهم لعدم توفر الثبات والاستقرار واحتمالية حدوث التغييرات المفاجئة في أي لحظة، سواء تلك المتعلقة بالخطط الدراسية أو بدورية الامتحانات، أو بآلية احتساب معدلات الطلبة.

واحد من هذه القرارات غير المألوفة المتخذة بخصوص امتحانات العام 2019 كان ذلك المتعلق بتوقيت الدورة التكميلية لامتحان الثانوية العامة، والذي أعلنه وزير التربية والتعليم في الأول من الشهر الجاري وأثناء انعقاد امتحانات الدورة الصيفية، ليفاجئ الجميع بأن الموعد سيكون في التاسع والعشرين من تموز أي بعد أربعة أيام فقط من إعلان نتائج امتحانات الدورة الصيفية.

الإرباك المترتب على إعلان موعد “التكميلية” ناجم عن أكثر من حيثية، فهو من ناحية يتعارض مع ما تردد على لسان الوزير قبل أشهر حول أن “التكميلية” ستبدأ بعد إعلان النتائج بأسبوع، أي في الأول من آب على أقل تقدير، ومن ناحية آخرى في كون الموعد ملاصقا تماما لموعد إعلان نتائج “الصيفية”.

التحفظ لدي حول هذا القرب الشديد بين موعدي النتائج و”التكميلية”، هو أن الهدف الرئيس من “التكميلية” إعطاء فرصة أخرى للطلبة الذين أخفقوا في الدورة العادية لمحاولة بذل مزيد من الجهد وإعادة الامتحان في المواد التي لم يتمكنوا من النجاح فيها، غير أن الفترة المتاحة لهؤلاء من وجهة نظري هي فترة غير كافية نهائيا لطالب لا يعرف نتيجته بالأساس، ولا يعرف أي المواد اجتازها بنجاح وأيها أخفق فيها وعليه إعادتها.

الوزير كان قدم هذا القرار على أنه يوفر ميزة إيجابية لطلبة هذا العام وهي إعطاؤهم الفرصة للتنافس على مقاعد الجامعات مع طلبة “الصيفية” دون أن يضطروا للانتظار لفصل دراسي آخر، لكن القرار أغفل أولوية منح الطلبة فرصة حقيقية للاستعداد الكافي لإعادة الامتحان في مواد أخفقوا فيها، خصوصاً أن الطلبة الراسبين في مادة او أكثر هم على الأرجح يواجهون تحديات وصعوبات معينة – أياً كانت طبيعتها – حالت دون نجاهم في المرة الأولى.

الأمر الآخر الذي يشكل تحدياً لهؤلاء الطلبة هو أن التقدم لـ”التكميلية” متاح للطلبة الناجحين والراغبين في رفع معدلاتهم في مادة أو أكثر، على أن يتم احتساب العلامة الأعلى للمتقدم، وقد شهدنا في نتائج الدورة الصيفية معدلات أثارت دهشة الجميع وتحفظ الكثيرين، لارتفاعها بشكل غير مسبوق حد أن البعض اعتبرها تهديداً لمصداقية وصلابة الامتحان الوطني الأهم، ما يعني بأن الطلبة الراسبين الراغبين في إعادة المحاولة سيكونون في مواجهة الكثير من التحديات الحقيقية، فالطالب الراغب في زيادة معدله في مادة نجح فيها وربما بتفوق هو حتما لا يحتاج لنفس الوقت والجهد اللذين يحتاجهما طالب لم يتمكن من تحصيل درجة النجاح بالأساس.

الاستعجال في عقد الدورة التكميلية لهذا العام وترويجه على أنه سيسهم في توفير الوقت على الطلبة، أغفل أمورا أكثر أولوية وأهمية، وهو ليس ببعيد عن العديد من القرارات المتخذة من قبل الوزارات المتعاقبة فيما يتعلق بامتحانات الثانوية العامة والتي باتت ترجح أولوية تسجيل الإنجازات على التفكير بعمق في مصلحة الطلبة الحقيقية، حتى بات هؤلاء الطلبة أشبه بحقل تجارب، وبالنتيجة ظلّ التوجيهي “بعبعا” ومصدرا للقلق والتوتر للطلبة وذويهم!

تعليقات القراء

تعليقات القراء