بين التعديل و الإقالة والاستقالة …. تغيير الحكومة مطلب شعبي

بين التعديل و الإقالة والاستقالة …. تغيير الحكومة مطلب شعبي
2021-10-09
اياد العدوان
ن.ب

سما الاردن | كثر الحديث في هذه الأيام عن تعديل وزاري مرتقب، ولكن المطلوب بالفعل هو تغيير الحكومة الحالية وفريقها الوزاري الذي يشهد له الجميع بأنه فريق ضعيف لم يقدم شيئًا للوطن سوى الرجوع إلى الخلف بخطى متسارعة.

حكومة ولدت ميتة قبل عام لا ينفعها عملية الإنعاش ولا التعديل، حكومة تأزيم، ووزراء مؤزمين ليس لديهم خبرة في إدارة شؤون الوطن، إلا من رحم ربي منهم وهم قليل.

حكومة ليس لديها برامج واضحة في التعامل مع المشكلات التي تواجه القطاعات المختلفة، حكومة تشكلت جوقتها بناءً على درجة الصداقة من رئيسها، رئيس يضحي بالأجدر من فريقه إذا وجد، ويتمسك بالضعيف الهزيل إذا كان من الأصدقاء المقربين، فالمعيار في التشكيل والتأليف مبدأ الصداقة في العمل والدراسة وليس الكفاءة.

حكومة لم تستطيع توفير أبسط سبل العيش للمواطن الذي بات يأن تحت وطأة الحياة المعيشية الضنكة، وارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب الذي كاد أن ينفجر بوجه الفاسدين الذين سلبوا مقدرات الوطن وثرواته.

رئيس حكومة لم نشاهد له أي إنجاز سوى دعوة المسؤولين والنواب إلى الولائم السمينة، واختيار أصدقائه وزراء في فريقه، فمنهم من اختاره سابقًا، ومنهم من ينتظر بالانضمام إليه بالتعديل القادم بناءً على وعود قد قطعها لهم.

هذه سُنة الحكومات توزير الأصدقاء والأصهار والأقارب، وكأن هذا الوطن لا يوجد به إلا هذه الزمرة التي تدور حول نفسها وتقسم المناصب فيما بينها، حتى بعض المناصب في بعض المؤسسات أصبحت حكرًا على أبناء عشيرة واحدة محرم بها العمل من غيرهم، يرشحون بعضهم لتلك المناصب، ويبعدون من ليس على شاكلتهم.

حكومة حالية وحكومات سابقة تتنافس أيهم الأسرع برفع المديونية وإغراق الوطن في الدين العام.

أين ملف الاستثمار أيها الرئيس؟ أم أن الاستثمار قد فُصّل على مقاس بعضهم ليكسبوا منه الغنائم، فيزداد الأغنياء غنى ويزداد الفقراء فقراً.

حكومة متخبطة في جميع المجالات والملفات التي تشرف عليها، فملف الصحة ملف شائك يعتريه سوء الإدارة الحصيفة، فكان من صرعات هذه الوزارة السماح لإحدى الجهات الخاصة بتنظيم حفل غنائي حضره على ما يزيد عن عشرة آلاف شخص، وكأننا نشهد تزاحمًا في يوم الحج الأكبر، في الوقت الذي ما زالت به تتبجح عن البرتوكلات الصحية لمواجهة كورونا.

حكومة نسخ ولصق عن برامج حكومات سابقة لم تعمل سوى تغيير المسميات والعبث ببعض الإجراءات فكانت النتائج كارثية على الجميع.

السؤال المهم الذي يطرحه عامة الناس: هل جلالة الملك يعرف عن أداء هذه الحكومة، أم الحكومة تقدم له ملفات مغايرة عن الواقع؟ وهل يعلم جلالته أنه كلما تم نشر مقال ينتقد فيه أداء الحكومة سارعت هذه الحكومة ومن يساندها بالاتصال لحذف هذا المنشور أو ذاك؟ وهل يعلم جلالته أن الرئيس الذي منحه الثقة قد اختار أصحابه وأصدقائه لتوزيرهم؟

هذه الحكومة لديها سلسلة طويلة من مواقف التأزيم مع الشعب والمواطن، فالشباب اليوم ” بين حيص بيص ” لا يسمع من الحكومة إلا الجعجعة، فأصبح الشباب يدرك جيدًا أن الوطن يشهد ويتعرض لعملية تدمير ممنهج لمؤسساته على أيدي تيار – مشبوه – يسعى جاهدًا لتغيير هويته بطريقة دستورية.

إن ما يعيشه الوطن من ويلات جسام يحتاج إلى قيادات وطنية شريفة قادرة على حل المشكلات لكي تنهض في الاقتصاد الوطني، وتوفر العيش الكريم للمواطن.

آن الوقت لرئيس الحكومة ووزراءه بحزم حقائبهم والرحيل عن الرابع، وليأتي رئيس حكومة قادر على إحداث التغيير الحقيقي الذي يصبوا إليه جلالة الملك والمواطن الأردني، يبدأ أولًا من اختيار الوزراء بكل شفافية ونزاهة، لا أن يأتي الرئيس بأصدقائه وأصهاره.

وأن يأتي بوزير للعمل والاستثمار شعاره الإخلاص في العمل وتوفير الفرص للشباب المعطل، ووزير شباب لديه الرؤية الوطنية لرسم سياسة بارزة المعالم للشباب الأردني، ليس كما هي الآن من سياسة تخبط وتشرذم أسهمت في ضياع الشباب، ووزير مالية يحافظ على المال العام ينفقه بأمانة على مشاريع استثمارية للنهوض بالوطن، نريد من الرئيس القادم حكومة تضم من رجالات الوطن الشرفاء المخلصين للوطن وقيادته، وليس لديهم أي مآرب شخصية، نريد وزراء خرجوا من رحم المعاناة، لا وزراء قد ولدوا وفي فمهم ملاعق من ذهب، نريد وزراء حرثوا الأرض بأيديهم، يعرفون ما يعاني منه الناس، لا وزراء ليس لديهم خبرة ولا معرفة حتى بالحيّ الذي يقطنوه.

تعليقات القراء

تعليقات القراء