المرأة (الضحية الأولى) للعنف الإلكتروني في المجتمع

المرأة (الضحية الأولى) للعنف الإلكتروني في المجتمع
2023-01-18
ن.ب

سما الاردن | تحدثت الأستاذة المحامية رشا عواد ، الممثلة القانونية لجمعية إغاثة الشابات الأردنيات وصاحبة مبادرة "احمي نفسك اعرفي حقك " التي تم تأسيسها منذ عام ٢٠١٨ عن دورها في مناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة والسعي الدائم والمستمر لتقديم الدعم للفتيات اللاتي تعانين مشكلات العنف والتحرش والابتزاز الإلكتروني.

 

تُوَجِّه عوّاد الفتيات بضرورة الحفاظ على حقوقهن والتحلي بالشجاعة والدفاع عن أنفسهن ضد كل أشكال الابتزاز، وأوصت الفتيات بحسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتوخي الحذر وتطوير عقلياتهن والإلمام بالتطورات الراهنة في عصر المعلومات ، اذ تواجد الفتيات والنساء على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي واستخدامهن لتطبيقات الهاتف التي تسهل أمور حياتهن اليومية، يفرض على النساء والفتيات أن يكن أكثر معرفة بحقوقهن الرقمية خاصة مع انتشار حالات كثيرة من الجرائم المتعلقة بانتهاك خصوصيتهن.

 

فترى عوّاد انه يجب تعزيز الوعي والحماية الرقمية للمرأة لأن النساء هن الفئة الأكثر عرضة للعنف عبر شبكة الإنترنت والنساء اللواتي يتعرضن للعنف الالكتروني لا يتقدمن بشكوى ضد المعتدي عادة اذ ان قلة وعي النساء بحقوقهن الرقمية، أدى إلى عدم قدرتهن على المطالبة بها، وبالتالي صعّب إمكانية الحد من الجرائم الإلكترونية بحقهن وايضاً حاجة النساء لبناء مهارات تكنولوجية تمنع تعرضهن للمضايقات والتحرشات الجنسية، وغيرها من الجرائم الإلكترونية، وبما يضمن لهنّ وصولاً آمناً للمعلومات وهنالك كثير من النساء ممنوعات من استخدام شبكة الانترنت خوفاً من مخاطر شبكة الإنترنت، ما يحرمهن من حقوقهن الرقمية.

 

يعتبر العنف ضد المرأة شكل من أشكال التمييز ضدها وانتهاك لحقوق الإنسان، ويندرج في إطار اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز وغير من الصكوك الدولية والإقليمية، التي تبين أن العنف ضد المرأة يشمل العنف المبني على النوع، أي العنف الذي يستهدف امرأة لأنها امرأة و/أو الذي يؤثر في النساء بشكل غير متناسب. وتنص المادة 1 من إعلان القضاء ضد المرأة على أن العنف ضد المرأة هو أي عمل من أعمال العنف المبني على النوع التي تنتج عنها، أو يُحتمل أن تنتج عنها، أضرار أو معاناة جسدية أو جنسية أو نفسية للمرأة، بما في ذلك التهديدات بمثل هذه الأعمال أو الإكراه أو سلب الحرية تعسفا، سواء وقعت في الحياة العامة أو الخاصة.

ولهذا يمتد تعريف العنف ضد المرأة على الإنترنت إلى أي عمل من أعمال العنف ضد المرأة التي تستخدم في ارتكابه أو تساعد عليه أو تزيد من حدته جزئيا أو كليا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كالهواتف المحمولة والهواتف الذكية، أو الإنترنت، أو منصات التواصل الاجتماعي، أو البريد الإلكتروني، والذي يستهدف المرأة لأنها امرأة أو يؤثر فيها بشكل غير مناسب.

 

يقصد ب “العنف السيبرياني” كل عمل أو فعل من أفعال العنف ضد المرأة تستخدم في ارتكابه أو تساعد عليه أو تزيد من حدته جزئيا أو كليا الوسائل الرقمية والإلكترونية مثل الحاسوب والهاتف النقال وشبكة الإنترنيت (مواقع التواصل الاجتماعي)، والذي يستهدف المرأة بسبب جنسها ويؤثر عليها، وذلك باستعمال ألفاظ القذف والسب والشتم والترويج والتشهير والتحقير، ويلحق بها الأذى والإهانة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ويخلق لديها معاناة نفسية أو جنسية أو جسدية من خلال الخداع أو التهديد أو الاستغلال أو التحرش أو الإكراه أو العقاب بوسائل الاتصال التكنولوجية.

ورغم أن هذه الظاهرة جديدة نسبيا فإن تقديرات الأمم المتحدة تفيد بأن 23 % من النساء قد أبلغن عن تعرضهن للإيذاء أو التحرش على الإنترنت مرة واحدة على الأقل في حياتهن، وأن امرأة واحدة من بين كل عشر نساء قد تعرضت لشكل ما من أشكال العنف على الإنترنت منذ 15 سنة.

وعلى المستوى الوطني برز العنف السيبراني بشكل لافت في الآونة الأخيرة ليدفع أصوات العديد من الجمعيات العاملة في ميدان مكافحة العنف الممارس على النساء بكل أشكاله، من أجل دق ناقوس الخطر في مواجهة هذه الظاهرة، خاصة أنه حسب بعض التقارير، كالتقرير السنوي الأول للجنة الوطنية للتكفل بالنساء ضحايا العنف، تشير إلى إمكانية أن يكون هناك أكثر من مليون مغربية تعرضت للعنف السيبراني.

كما أن بعض الأرقام المرتبطة بالعنف السيبراني تشير إلى أن قرابة مليون ونصف المليون امرأة تقع ضحية لهذا النوع من العنف، أي بمعدل انتشار يصل إلى 13,8 في المائة، أغلبهن بالوسط الحضري، كما كشفت عن ذلك المندوبية السامية للتخطيط من خلال البحث الوطني حول العنف ضد النساء في 2019، الذي أظهر أن العنف السيبراني يطال الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و25 سنة ذوات التعليم العالي والعازبات والتلميذات والطالبات.

قد تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بصورة مباشرة كأداة لإطلاق تهديدات رقمية والتحريض على العنف المبني على النوع، بما في ذلك التهديدات بالعنف الجسدي و/أو الجنسي والاغتصاب والقتل والاتصالات الإلكترونية المزعجة غير المرغوب فيها، أو حتى تشجيع الآخرين على إيذاء النساء جسدياً، وقد يشمل ذلك أيضا انتحال شخصية الضحية على الإنترنت، وإرسال رسائل إلكترونية مسيئة وتطفلية أو تغريدات أو رسائل أخرى عبر الإنترنت باسم الضحية.

وتستخدم أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضا في الاتجار بالنساء والفتيات، أو كتهديد لإجبارهن على حالات الاتجار. وقد يهدد المعتدون بالكشف عن معلومات خاصة عبر الإنترنت لمواصلة التأثير والسيطرة على ضحاياهم بغية منعهن من وقف العلاقة و/أو التبليغ عن الاعتداء.

 

وهناك العديد من الأشكال الجديدة الناشئة للعنف ضد المرأة ذات أسماء متصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل نشر المعلومات الشخصية الحساسة” و”الابتزاز الجنسي”. وتحمل بعض أشكال العنف ضد المرأة نعت “الإلكتروني”، مثل المضايقة الإلكترونية والمطاردة الإلكترونية والتحرش الإلكتروني.

وعموما يتخذ العنف السيبراني ضد المرأة اشكالاً مختلفة يستهدف الوصول الى معطيات خاصة واستخدامها والتلاعب بها أو فبركتها بواسطة كل الأشكال الإلكترونية كالمقاطع الصوتية والفيديوهات واستعمالها في التنمر والابتزاز والتحرش.

التنمر : هو ما يطال مظهر المرأة الخارجي بشكل عام بحيث يسخر من صورها كمدخل لتحقيرها والتجريح بكرامتها وإذلالها وتوجيه الاهانات لها بسبب لونها أو ملامح وجهها.

التحرش الإلكتروني : هو استخدام التكنولوجيا للاتصال المستمر والازعاج والتهديد أو تخويف المرأة على أن يكون هذا السلوك متكررا ومستمرا عن طريق المكالمات المستمرة أو الرسائل النصية أو البريد الصوتي أو الإلكتروني، أو باستخدام التكنولوجيا للوصول بصورة غير قانونية أو غير مصرح بها الى الأنظمة أو الحسابات الخاصة بالمرأة لغرض الحصول على المعلومات الشخصية أو تغيير أو تعديل المعلومات الخاصة بها، أو باستخدام الافتراء وتشويه سمعة الضحية المستهدفة وهو أشد أذى من التحرش الواقعي لكونه المتحرش الإلكتروني يبقى في كثير من الأحيان مجهول الهوية يتخفى خلف الأسماء المستعارة والهوية المنتحلة.

الابتزاز الإلكتروني : يسعى الى ابتزاز المرأة والتلاعب بها وتهديدها بغية الحصول منها على مكتسبات مادية أو جنسية أو لتشويه صورتها وسمعتها والتشهير بها وإذلالها.

 

واضافت عوّاد نصيحة لجميع الفتيات والنساء في المجتمع "حافظي على احترامك لذاتك، ولا تدعي أي شخص يحطم معنوياتك وثقتك بنفسك. غالباً ما يبدأ المسيء بتحطيم علاقتك بذاتك ليتمكن من السيطرة عليك،لذا تأكدي من أنك تعرفين ماذا تريدين طوال الوقت" واكدّت المحامية والمستشارة القانونية رشا بأن الكثير من النساء المتعرضات للعنف تحتاج إلى من يمد لهن يد العون، ويمكنهن الحصول على المساعدة من مراكزنا الاستشارية المختصة. فلا أحد يجب أن يتحمل مشاكله بمفرده. ويمكن للنساء من خلال هذه المساعدة المختصة أن يتعلمن كيفية التعامل مع واقع ما حدث لهن والتغلب عليه.

 

 

تعليقات القراء

تعليقات القراء