العشيرة حزب الوطن وسند النظام

يقابل حالة الإنكفاء على الذات لمؤسسات المجتمع المدني من الأحزاب، الجمعيات، المنتديات والروابط، نجاح رابطة العشيرة في رعاية مصالح أبنائها واحتضان نجاحا
2018-08-29
يحيى العبداللات

سما الأردن | يقابل حالة الإنكفاء على الذات لمؤسسات المجتمع المدني من الأحزاب، الجمعيات، المنتديات والروابط، نجاح رابطة العشيرة في رعاية مصالح أبنائها واحتضان نجاحاتهم ودعم تمثيلهم في 9 من المجالس البلدية والنيابية والعينية والوظائف والمناصب العليا.

في حين عجزت مؤسسات المجتمع  المدني بمخلتف مسمياتها، عن إثبات وجودها المؤثر على المستويين الرسمي والشعبي واكتفت بالتقوقع والإنكفاء على الذات، وبتواجد شكلي لهذه المؤسسات إقتصر على  لافتةٍ تعلو واجهة مبنى تديره هيئةً إدارية انتخبت على أساس المحاصصة المناطقية أو العشائرية، وقوائم هيئات عامه غائبة أو مغيبة، وحفنةٍ من أهدافٍ كبيرةٍ لم تتحقق وبقيت على الورق حبيسة الإدراج.

ولعل المُتَتَبِّع لحالة التفريخ والتكاثر الغير مبرر لهذه المؤسسات يلحظ بأن إنشاءها جاء طمعاً في الدعم الحكومي للأحزاب وإطلاق يد الجمعيات الخيرية في ممارسة النشاطات الربحية والحصول على الدعم والتمويل للنشاطات مع غياب تام للرقابة الحكومية، لتصبح وسائل كسب مادي فقط.

تقودنا هذه المفارقة بين مؤسسة مجتمع مدني مؤطّرة ومؤسسة العشيرة، أن المجتمع الأردني مجتمع عشائري بالمطلق، عشائرية مشبعة بقيم تعكس أصالة هذا المجتمع الصغير وترابط أبنائه وتمسكه بالعادات والتقاليد وعرف العشيرة، عشائرية تشكل الركيزة  الأقوى للدولة الأردنية والداعم الأكبر لحفظ النظام، في حين بقيت مئات من الأحزاب والجمعيات والنقابات عاجزة عن الإنتشار والمشاركة في صنع القرار الرسمي وكسب الرأي العام، مكتفية بخدمة هيأتها الإدارية والعامة أحياناً.

ولابد من الإشارة إلى أن العشائر الأردنية أطر إجتماعية أثبت التاريخ حرصها على الوطن بمواقفها الصلبة والغير قابلة للذوبان.

تعليقات القراء

تعليقات القراء