الطفايلة يسبقون الحكومة بتأسيس شركة قابضة لتنمية المحافظة

سما الاردن |  سجل أهالي محافظة الطفيلة مبادرة جديدة تهدف إلى تنمية المحافظة التي تُعد من أشد مناطق المملكة فقراً وأغناها بالموارد الطبيعية، في خطوة تسبق فيها التوجه الذي أعلنه رئيس الحكومة لتأسيس شركة قابضة بمساهمة المواطنين.

وتمثلت المبادرة التي تُعد سابقة في الإعتماد على الذات، بإعلان تأسيس شركة مساهمة عامة خلال اجتماع حاشد تم عقده يوم أمس الجمعة في قاعة مؤسسة إعمار الطفيلة، بحضور مواطنين من مختلف مناطق المحافظة حيث شهدت عملية الإكتتاب إقبالاً شديداً.

 وبحسب القائمين على فكرة تأسيس الشركة، فإنها تهدف إلى استثمار العديد من الموارد الطبيعية التي تزخر بها المحافظة من مياه علاجية وثروات أخرى كالنحاس والمنغنيز واليورانيوم، بالإضافة إلى استثمار المواقع الطبيعية والتاريخية العديدة، وتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، والذي من شأنه أن يسهم في التصدي لمشكلة البطالة المتنامية بين الشباب والشابات.

ويتصدر أولويات الشركة استثمار موقع مياه حمامات عفرا الساخنة، التي تتصف بخصائص علاجية تُعد ذات قيمة كبيرة في علاج العديد من الأمراض المستعصية، كأمراض المفاصل، الروماتيزم، العضلات وتشنجها وتيبسها، تصلب الشرايين، فقر الدم، اضطرابات الدورة الدموية وبعض انواع العقم عند النساء والعديد من الأمراض المزمنة.

وانبثقت الفكرة في أعقاب قيام مجموعة من الأشخاص بتأسيس شركة خاصة وبمساهمات عالية تحول دون مساهمة الغالبية من أهالي المحافظة الذين يُعدون من ذوي الدخول المحدودة والمتدنية، إذ اشترطت الشركة الخاصة أن تكون حصة الفرد الراغب بالمشاركة فيها بـ خمسة الاف دينار نقداً، في حين أن قيمة السهم في الشركة المساهمة العامة محدد بدينار واحد، والحد الادنى للفرد 250 سهماً قيمتها 250 ديناراً، والحد الأعلى خمسة آلاف سهم قيمتها خمسة الآف دينار، يدفع المكتتب منها ما قيمته 20 % والباقي يُقسط على ثلاث سنوات .

وقال القائمون على ( شركة البربيطة وعفرا للتنمية المساهمة العامة ) أن تأسيس الشركة سيحول دون تفرد مجموعة بالإنتفاع على حساب النفع العام لأهالي المحافظة، في ظل معلومات بوجود شريك استراتيجي خارجي مشبوه، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة أمام المواطنين للإستثمار في مجالات أخرى، تُعد ميزة استثمارية والذي من شأنه أن يحقق موارد مالية للمساهمين من جهة، ويؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة من جهة أخرى أمام الأعداد الكبيرة من الباحثين والباحثات عن عمل وخاصة الشباب.

ولفتوا إلى أن محافظة الطفيلة تزخر بوجود المئات من أبنائها وبناتها من حملة المؤهلات المختلفة، الذين يتطلعون إلى مجالات عمل مناسبة، وأن الحكومات المتعاقبة قصرت في توجيه المستثمرين للإستثمار في محافظة الطفيلة، ما زاد من معاناة أهلها، وهنا تكمن أهمية هذه الشركة لاستيعابهم في المشاريع التي ستقوم بتنفيذها، مؤكدين أهمية الإنفتاح على كافة المؤسسات العامة والخاصة للإستفادة من خبراتها وتجاربها في بناء الشركة لتحقيق الاهداف المأمولة.

وفي ختام الاجتماع الذي يُعد اجتماعا تاريخياً أعلنت اللجنة التحضيرية إلى أن باب الإكتتاب سيستمر لمدة أسبوع، وعلى الراغبين مراجعة محامي الشركة الأستاذ مهند البدور فيما ستقوم اللجنة بترتيب لقاءات لهم مع أبناء المحافظة القاطنين في عمان والزرقاء والعقبة، لذات الغاية لافتين إلى أن المرحلة الحالية فقط للاكتتاب فيما سيباشر عملية الدفع ستبدأ بعد إعلان تسجيلها رسمياً من خلال الحساب البنكي الذي سيتم الاعلان عنه لاحقا .