الجمارك.. مؤتمر صحفي أم تسويق ذاتي؟!

الجمارك.. مؤتمر صحفي أم تسويق ذاتي؟!
2021-08-29
عبد الإله عبيدات
ن.ب

سما الاردن | منذ بث المؤتمر الصحفي الخاص بالكشف عن عملية ضبط دائرة الجمارك لخط إنتاج سجائر مخالف، وحتى اليوم، ما زالت تحوم في ذهني الكثير من الأسئلة والتي لن أجد لها جواباً في ظل تناثر الأوراق من أمام مدير الجمارك وهمس من حوله بماذا يقول ، الكل يريد إجابات لعدد كبير من الأسئلة والمغالطات القانونية والمهنية، التي وردت على لسان مدير الجمارك ، أهمها هو سبب عقد ذلك المؤتمر الصحفي؟!


ثمانية دقائق ونصف، وضعت فيها كل جوارحي بحالة استنفار وجاهزية عالية، مترقبا معرفة تفاصيل عملية الضبط تلك التي أثارت حفيظة وسائل الاعلام بأنواعها المختلفة مع خروج مدير الجمارك للحديث عنها، ولكن مما يثير مشاعر الحيرة والاستغراب هو تخصيص مدير الجمارك خمسون ثانية فقط من مدة المؤتمر للحديث عن عملية الضبط تلك، والتي بدت وكأنها لغز يتعين على من حضر ذلك المؤتمر حله بتفاصيله وتعقيداته المتشابكة.

في المقابل استهل مدير الجمارك دقائق مؤتمره الصحفي الأخرى، في الحديث عن انجازات غيره ممن كان قبله في هذه الدائرة من محاربة العديد من أشكال التهرب الجمركي، أو تهريب البضائع والسلع والمعدات خلال السنوات الماضية، على الرغم من أن غالبية القضايا التي تطرق لها وقعت قبل تسلمه لمنصبه.

أما المغالطات والثغرات القانونية التي أوردها مدير الجمارك، خلال الثواني الخمسين التي خصصها للحديث عن عملية الضبط، هي الحديث عن دخول خط تصنيع السجائر بطريقة مشروعة ، والذي يضعنا أمام سؤال واحد وهو ما سبب عقد هذا المؤتمر إذاً؟ إذ إن العملية لا تتعدى كونها مخالفة جمركية لا ترقى الى مستوى الضجة الإعلامية التي أحدثتها، إضافة إلى تقديم بقصد أو بغير قصد أرقاماً غير دقيقة عن مجموع القضايا والتسويات باللجنة القضائية ،

أمرٌ آخر... تجاهل مدير الجمارك الحديث عنه وهو مصدر أطنان التبغ التي تم ضبطها، هل دخلت هي الأخرى بشكل قانوني، أم أنها دخلت عن طريق التهريب، فوفق القانون لا يوجد في عملية الجمارك الأخيرة، أي مخالفة في حال كان التبغ قد دخل بطريقة مشروعة، بينما تتحول إلى عملية تهريب حقيقية في حال تم إدخالها بطريقة غير نظامية.

نهاية، ضمن أي سيناريو أورده مدير الجمارك ، إلا أن التفاصيل المنقوصة حول عملية ضبط خط تصنيع السجائر، تشير بطريقة أو بأخرى إلى وجود ضعف في الرقابة والمتابعة والتنسيق لدى بعض إدارات الدائرة.

تعليقات القراء

تعليقات القراء