التوقيت الشتوي وفوائده

التوقيت الشتوي
2019-10-19
ن.ب

خاص سما الاردن | في كل فصل ربيع وخريف تعمد بعض البلدان الواقعة في مناطق جغرافية معينة إلى تغيير التوقيت المدني مقدمة إياه ساعة واحدة صيفا وتؤخره ساعة واحدة شتاء، بما يعرف بالتوقيت الصيفي والشتوي، وربما عرف أيضا "توفير الطاقة".

فقد نشأت الفكرة من قبل الفلكي البريطاني جورج هادسون سنة 1895، لكن التطبيق الأول لها كان من قبل ألمانيا والنمسا ربيع عام 1916. وبسبب كارثة الطاقة في السبعينيات من القرن الماضي، عمدت الكثير من الدول إلى اتباع هذا النهج في العمل بالتوقيت الصيفي. فهل من فائدة حقيقية للعمل به، وكيف يرتبط ذلك بجغرافيا الكرة الأرضية؟

تقسم الكرة الأرضية إلى دوائر أفقية موازية لدائرة الاستواء تعرف بدوائر العرض، وهي تسعون درجة شمالا وتسعون درجة جنوبا. وتبلغ المسافة بين درجتين متتاليتين على الكرة الأرضية 111 كيلومترا، وهي ناتج قسمة محيط الكرة الأرضية -البالغ 40 ألف كيلومتر- على 360 درجة هي مقدار الدائرة.

وقد سجل التاريخ أول تجربة تقوم بها بعثة علمية بتكليف من رأس الدولة الإسلامية آنذاك الخليفة المأمون بن هارون الرشيد لقياس طول هذه الدرجة، ومن ثم قياس محيط الكرة الأرضية، وذلك قبل حوالي ألف سنة من اليوم، وأقيمت في صحراء سنجار شمال العراق. ثم أعاد التجربة العالم الشهير أبو الريحان البيروني، ولكن بطريقة هندسية بحتة، حين قاس ارتفاع جبل ومن ثم زاوية انخفاض الأفق البعيد بالنسبة لهذا الجبل.

اما بالنسبة للتوقيت الشتوي في الأردن له فوائد عديدة أبرزها:

1) استخدام التوقيت الشتوي يُوفر على المواطنين كُلفة إستخدام الكهرباء بشكل كبير أثناء الصباح، حيثُ أن تغيير التوقيت ساعة سيعمل على شروق الشمس بتوقيت مُناسب للأردنيين يُغنيهم عن استعمال الأضواء في المنزل صباحاً ، بغاية الاستعداد للذهاب إلى المدارس أو الأعمال.

2) استخدام التوقيت الشتوي يوفر على المواطنين كُلفة استخدام وسائل التدفئة ، حيثُ تزداد درجات الحرارة بشكل كبير بعد شروق الشمس، مما يؤدي إلى تقليص وقت استخدام وسائل التدفئة.

3) عدم استخدام التوقيت الشتوي يؤدي إلى جعل ذروة حركة السير فجراً و صباحاً ، و هو الوقت الأمثل لتشكُل خطر الصقيع و الانجماد و الضباب خلال أيام الشتاء مما قد يرفع من مُعدل حوادث السير

4) استخدام التوقيت الشتوي سيوفر على المواطنين الإحساس بألم نفسي تراكُمي عن الاستيقاظ و التوجُه للعمل أو المدرسة في الظلام و البرد.

5) استخدام التوقيت الشتوي ينعكس إيجاباً على الطاقة الإنتاجية للفرد في العمل و الطاقة الإستيعابية للطُلاب في المدارس شتاءً، فالذهاب إلى المدرسة و العمل و الشمس مُشرقة يختلف عن الذهب إليها في الظلام.

6) قرار استخدام التوقيت الشتوي عادل بحق أهالي القُرى و الأماكن صاحبة الحظ الأقل، حيثُ يعتمد الكثير من سُكّان القرى على الذهاب إلى المدرسة أو العمل مشياً على الأقدام، مما يضطرهم للاستيقاظ بشكر باكر جداً (قبل اذان الفجر بساعة) ، بغاية الإفطار و المشي أو استخدام المواصلات الشاقة لوقت طويل في البرد و الظلام لكي يلتحقوا بمواعيدهم.

7) التوقيت الأساسي للمملكة هو التوقيت الشتوي ، و التغيير يحدث أصلاً عند إضافة التوقيت الصيفي، أما إبقاء التوقيت الصيفي في الشتاء فهو يعزل الأردن عن مُحيطه الجغرافي من ناحية التوقيت و المواعيد.

8) استعمال التوقيت الشتوي سيكون مُحاكاة طبيعية لتغيُر أوقات شروق و غروب الشمس ، في حين أن عدم استخدامه سيكون مواجهة لظروف طبيعية فُرضت على الأردن بسبب موقعه الجُغرافي بشكل يؤثر على الحياة الاجتماعية سلباً.

9) إبقاء التوقيت الصيفي شتاءً سيؤدي إلى مُغادرة جُزء كبير من موظفي القطاع الخاص من منزلهم في الظلام صباحاً ، و عودتهم إلى منزلهم في الظلام مساءً.

10) و أهم ما في الأمر أن استخدام التوقيت الشتوي سيوفر علينا رؤية أولادنا و بناتنا و هم ذاهبون خوفاً إلى المدرسة في الظلام وحدهم.

تعليقات القراء

تعليقات القراء