افتتاح مطار اسرائيلي يهدد الأردن أمنيا واقتصاديا وسياحيا ويخالف وادي عربة

افتتاح مطار اسرائيلي يهدد الأردن أمنيا واقتصاديا وسياحيا ويخالف وادي عربة
2019-01-21
ز.ل

حصري سما الاردن |  دشنت مساء اليوم الاثنين سلطات الإحتلال الاسرائيلي مطارا دوليا اطلقت عليه اسم "رامون" على بعد 18 كيلومترا من مدينة إيلات وتحديدا في منطقة تمناع قرابة منتجع إيلات على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الشمال الغربي من مطار الملك حسين الدولي الذي يخدم ميناء العقبة الأردني على الجهة المقابلة إيلات.

وكان الأردن، عارض مشروع بناء مطار "رامون" الدولي، نظرا للمخاطر التي يشكلها من ناحية السلامة الجوية، فيما أعرب عن رفضه إنشاء هذا المطار خلال جلسات المفاوضات المتعلقة بالطيران المدني مع الجانب الإسرائيلي، نظرا لوقوعه على مسافة 10 كيلومترات من مطار الملك حسين الدولي الأردني، في العقبة.

وقدّم الأردن قبل عامين شكوى إلى المنظمة الدولية للطيران المدني التابعة للأمم المتحدة، بأن المطار الإسرائيلي سيتسبب بتعطيل ممراته الجوية، فيما ردت إسرائيل على الشكوى بأن المطار سيلتزم بقواعد المنظمة، ولن يشكل خطرا على السلامة الجوية.   

واعادت الحكومة الأردنية التقدم بشكوى في يونيو/حزيران بشكوى للمنظمة الدولية للطيران المدني تعبيرا عن قلقها من أن يتسبب قرب المطارين من بعضهما البعض في إرباك خطير للمسارات الجوية.

وفي تصريحات سابقة لوزيرة النقل لينا شبيب قالت إن الأردن متخوف من تداخل الأجواء بين مطار الملك حسين في العقبة ومطار رامون الإسرائيلي، جراء تأثر العمليات الجوية والاعتداء على أجوائنا.

واشارت شبيب إلى أن مطار رامون يمس بالسياحة في العقبة وبالاقتصاد الأردني، وستسبب بتعطيل الممرات الاردنية الجوية  ويشكل خطرا على السلامة الجوية.

إلى ذلك أكّد رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني هيثم ميستو موقف الأردن الرافض لإقامة مطار رامون الإسرائيلي في موقعه الحالي، وقرار تشغيله الأحادي الجانب الا اذا التزمت اسرائيل المعايير الدولية واتخذت الإجراءات التي تضمن المصالح الاردنية كاملة.

وأوضح ميستو أنّ الرفض يأتي لمخالفة المطار المعايير الدولية فيما يتعلق باحترام سيادة الأجواء والأراضي للدول الأخرى عند تشغيل المطار.

وأكّد ميستو ضرورة التزام إسرائيل باتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944 الموقعة من 192 دولة في العالم من ضمنها الأردن وإسرائيل، وهي اتفاقية ملزمة لجميع الأطراف. ولفت إلى أنّ الحكومة ممثلة بهيئة تنظيم الطيران المدني، بصفتها الجهة المختصة بهذا الموضوع، قامت بإبلاغ منظمة الطيران المدني الدولي باعتراض المملكة الشديد على هذه المخالفة، والتأكيد على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تقيد إسرائيل بالمعايير الدولية

وشدّد على أنّ الحكومة تحتفظ بجميع الخيارات لضمان الدفاع عن مصالح المملكة وحمايتها، وهي تتابع هذا الأمر مع منظمة الطيران المدني الدولي لضمان الوصول الى حل بهذا الخصوص وفق القوانين والمعايير الدولية.

وتواصلت الهيئة مع سلطة الطيران المدني الإسرائيلي بهذا الخصوص، وإعلامتهم بضرورة عدم اتخاذ قرار التشغيل للمطار بشكل أحادي الجانب إلى أن يتم حل جميع الأمور العالقة تحت المظلة الدولية.

في حين اعتبر  موقع "واللا" الإلكتروني في مقال أن تدشين المطار سيؤدي إلى تحقيق مزيد من الإمكانات السياحية للجنوب ومدينة إيلات، وسيكون منافسا لمطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمان الذي قد يتضرر بحيث تنقل شركات طيران أجنبية رحلاتها له.

واعتبر خبراء في الشؤون الاسرائيلية أن إنشاء المطار يخالف النصوص التي تم الاتفاق عليها في معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وهي المعاهدة التي تلزم إسرائيل بالتنسيق مع الأردن في خطوة كهذه وهو ما لم يتم، وجاء في نصوص الاتفاقية "الأردنية - الإسرائيلية" (فصل الطيران المدني):" يأخذ الطرفان بعين الاعتبار المفاوضات فيما بينهما حول افتتاح ممر جوي بينهما، وفقاً لإعلان واشنطن، أو أية إنشاءات حدودية تتطلب ذلك".

وحول الفصل الخاص بالعقبة وإيلات في المعاهدة، فقد جاء فيه: "يتفق الطرفان على الدخول في مفاوضات على الترتيبات التي ستمكنهما من التنمية المشتركة لمدينتي العقبة وإيلات في مجالات من ضمنها تنمية السياحة المشتركة، والرسوم الجمركية المشتركة، ومنطقة تجارة حرة، والتعاون في الطيران، ومحاربة التلوث، والأمور البحرية، والشرطة، والرسوم الجمركية، والتعاون الصحي".

ويتضح من ذلك أن إنشاء المطار الجديد، يأتي في (منطقة حدودية) ما يتطلب موافقة الطرفين قبل البدء بإنشائه، وهو ما لم تفعله إسرائيل.

يشار إلى أن كلفة المطار نحو  1.7 مليار شيكل اسرائيلي (نحو 500 مليون دولار أمريكي)  ويقع على مساحة 5046 دونما وله برج اتصال بارتفاع 50 مترا، كما أنه يضم مباني داخلية بمساحة 35182 مترا مربعا لاستقبال المسافرين، تضم شبكات تسوق ومطاعم ومقاهي والسوق الحرة، إضافة إلى 60 محطة توقف للطائرات، ويتميز بمدرجه للإقلاع والهبوط الذي يمتد على طول 3600 متر، وهو يعتبر من أطول المدارج في الشرق الأوسط، مهيأ للسماح للإقلاع والهبوط للطائرات العمالقة والكبيرة المستخدمة في رحلات عبر المحيط الأطلسي.

ووقفا لبيانات اسرائيلية جهز المطار لاستيعاب 4.5 ملايين مسافر في العام، منهم 1.2 مليون مسافر برحلات ترانزيت دولية، سعيا إلى ان يكون لشركات الطيران الأوروبية التي تسافر إلى آسيا والشرق الأقصى.

ولتحقيق الهدف اعلن أمس و تشجيع شركات الطيران الأجنبية على الوصول للمطار الجديد، أعلن وزير السياحة الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه سيتم إعفاء الشركات من دفع رسوم الهبوط لمدة ثلاث سنوات، علما أن الرسوم التي تدفعها الشركات الأجنبية التي تهبط في مطار بن غوريون قد تبلغ حتى 24 دولارا للراكب، كما ستعفى من الرسوم الشركات التي تعمل حاليا على رحلات جوية مباشرة من أوروبا إلى مطار إيلات القديم.

وبحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، فإنه مطار رامون سكون مطارا حربيا حيث تم تحصين المطار بسياج مرتفع للحيلولة دون استهداف الطائرات بصواريخ أثناء عملية الهبوط والإقلاع على المدرج، وجهز وايضا للهبوط في حالات الطوارئ، عبر إعادة توجيه الطائرات التي من المفترض أن تهبط في إسرائيل وتواجه عطلا فنيا أو حالة طوارئ أمنية إلى المطارات في لارنكا أو عمّان أو اليونان.

تعليقات القراء

تعليقات القراء