استقرار الوضع الوبائي يتطلب فحوصات إيجابية لا تزيد عن 5% لمدة أسبوعين

استقرار الوضع الوبائي يتطلب فحوصات إيجابية لا تزيد عن 5% لمدة أسبوعين
2020-12-17
ن.ب

سما الاردن | قال أطباء متخصصون، ان انخفاض الفحوصات الإيجابية الخاصة بفيروس كورونا بالمملكة يشير الى أننا دخلنا في مرحلة الاستقرار الحذر.

وأشاروا في تصريحات لهم الى ان تقييم الوضع الوبائي واستقراره بالمملكة يتطلب ان لا تزيد نسبة الفحوصات الإيجابية عن 5% لمدة لا تقل عن اسبوعين، حيث ان المؤشرات العامة لدينا تشير الى أننا ندخل في مرحلة الاستقرار الحذر واللحظي، مؤكدين ضرورة ان تكون هناك خطة وطنية مدروسة بخصوص أخذ العينات المخبرية وعملية اللقاح.

وسجلت المملكة خلال الأيام الأخيرة انخفاضا في نسبة الفحوصات الإيجابية لفيروس كورونا مقارنة مع الأسابيع الماضية، حيث بلغت اول أمس 13,1% بعد اجراء (21,717) فحصا مخبريا، ووصلت يوم الأحد 12,5% من الفحوصات اليومية مسجلة انخفاضاً جديداً، ليصبح اجمالي عدد الفحوصات (2,829,006) فحوصات منذ بداية الجائحة.

أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة قال «ان انخفاض الفحوصات الإيجابية لفيروس كورونا هو انخفاض حذر ومتذبذب، وحتى نقيم الوضع الوبائي في المملكة اذا كان يتجه نحو الاستقرار او الانتكاسة نحتاج للانتظار لمدة لا تقل عن اسبوعين».

وأضاف ان استقرار الوضع الوبائي يتطلب ان لا تزيد نسبة الفحوصات الإيجابية عن 5% لمدة لا تقل عن اسبوعين حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، مؤكدا اننا بدأنا ندخل في مرحلة الاستقرار الحذر واللحظي.

وعن امكانية تعرض الوضع الوبائي لانتكاسة او استقرار خلال الفترة القادمة، بين الطراونة، ان ذلك يعتمد على القرارت الناتجة عن الحكومة، مشيراً الى ان الجهات المعنية عليها ان تكون اكثر حذرا في مسألة انفتاح القطاعات بخاصة ذات الاختيار العالي، وان تكون بشكل تدريجي، لأن الانفتاح السريع سيؤدي الى الإغلاق السريع، وعليهم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، مع أهمية توحيد المرجعيات لها.

وبين الطراونة، ان التزام المواطنين بالاجراءات الوقائية كالتباعد ولبس الكمامة محكوم بالقرارات الحكومية، فخلال الفترة الماضية شددت الحكومة على متابعة اوامر الدفاع ورفعت الغرامات، مما ادى لانخفاض اعداد الاصابات بشكل اكبر من السابق.

وعن لقاح كورونا المتوقع وصوله خلال الشهرين المقبلين طالب الطراونة، بخطة وطنية للتطعيم، بحيث تكون مدروسة وبنودها واضحة من خلال لجان مختصة تضم أطباء متخصصين لتقييمه، كالدليل الارشادي للتطعيم، وجدوله الزمني، وتحديد الفئات المعينة، وتحديد الامداد والتزويد والتخزين، لافتا الى ان اللقاح يحتاج ايضا لكوادر مدربة لإعطائه، ويجب ان يكون اللقاح موجهاً من قبل طبيب ليتعامل مع التحذيرات المرافقة له.

ودعا الجهات المعنية لتثقيف المواطنين حول اللقاح، وتعليمهم كل شيء متعلق به، وتكويناته ودرجة مأمونيته، حتى يتم اقناعهم وكسب ثقتهم قبل البدء بعملية التطعيم، مشيراً في الوقت نفسه ان المنصة المخصصة للتسجيل لأخذ اللقاح تطبيقها سيواجه صعوبات لوجستية كبيرة، ولن يتعامل معها المواطنون بطريقة سليمة.

أما الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، فاكد ان انخفاض نسبة الفحوصات الايجابية لعدد الحالات الكلية يعتمد على عدد الحالات الكلي واليومية، فكلما اجرينا فحوصات اكثر كانت الاصابات اكثر، حيث ان الفحوصات لا تعكس عدد العينات الاجمالية بنفس اليوم، وبالتالي لا تعكس الوضع الوبائي الصحيح في المملكة.

وأضاف ان الفحوصات المخبرية التي تجرى للمواطنين تعتمد على عدة عوامل منها موقع ومكان العينة، ووجودها في بؤر ساخنة او بالقرب منها، فهناك حالات كثيرة واصابات منتشرة اكثر من المعلن عنه، مؤكداً اهمية اخذ عينات عشوائية في البؤر وتوسيع رقعتها ووضع خطة وطنية شفافة لالية واسس اخذها بشكل واضح.

واعتبر ان الفيروس انتشر في كل مكان وموقع، ونسبة كبيرة لا تظهر عليهم الأعراض وبالتالي لا يتم فحصها مطلقاً، والأصل ان يتم فحص جميع المواطنين دون استثناء مجانا وعلى مراحل عبر أسس ومحاور وعدم تركه لاختيار المواطن ورغبته، بالتعاون بين الأجهزة الرسمية المسؤولة عن ملف كورونا، لافتا الى ان القطاع الصحي له اهتمامات اخرى غير كورونا وامراض اخرى يجب التعامل معها، ولذلك يجب القضاء على الوباء وليس الاستمرار في إطالة الأزمة.

وفيما يتعلق باللقاح، دعا المعاني، الى ضرورة عمل دراسة مخبرية له، للتأكد من مأمونيته وفعاليته واعراضه الجانبية، وكيفية تعقيمه وتخزينه، بالإضافة لتدريب الكادر المؤهل الذي سيعطيه للمواطنين، لافتا الى اهمية تفسير اجازته قبل قدومه، حتى نحمي الجميع من شر الوباء.

تعليقات القراء

تعليقات القراء