استراتيجية الشباب .. حتى لا تركن على الرف ..

استراتيجية الشباب .. حتى لا تركن على الرف ..
2019-07-19
منال احمد كشت
هناء سكرية

تابعت باهتمام اطلاق استراتيجية الشباب والتي تهدف في خطوطها العامة إلى الارتقاء بالعمل الشبابي، وتنمية الشباب معرفياً ومهارياً وقيمياً، لتمكينهم من الابداع والابتكار والإنتاج، والمشاركة بالحياة السياسية والشأن العام والتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته، واستشراف المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة؛ من خلال شباب معتمد على ذاته، وفي إطار التعاون والتنسيق بين كافة الشركاء.

لا اعتقد أن العناوين أعلاه من الممكن أن تكون خلافية بين أي شاب أو شابة في الأردن؛ بل هي قراءة واقعية لحال الشباب اليوم ومتطلباتهم، وحاجياتهم التي يبحثون عنها في طلباتهم، والتي فهمت من هذه العناوين أن الحكومة ممثلة بوزارة الشباب ليست صماء، وتدرك ماهية مطالب الشباب الاردني اليوم، وأن الحوارات التي عُقدت معهم قد تم التقاط اشاراتها وفهم لغة الشباب الأردني المسيس.

للأسف؛ فقد غاب عن المختصين في قطاع الشباب سابقاً الحاجيات الاساسية لدور الشباب، بل شهدنا نوعين من النظرة الى الشباب؛ معسكرات تعتمد على التمارين الميدانية وحملات التنظيف والصيانة، أو شباب مؤسسات المجتمع المدني، المتعولمين المتنورين، المتمكنين من المصطلحات الاساسية، ولكنهم ذاتهم المصطدمين بقيود المجتمع وحقيقة الوضع الراهن، مع إنكار لأهميتهم، مما منعهم من أخذ فرصتهم، أو تطبيق ما تدربوا عليه، والاكتفاء بالدفاع عن أنفسهم بأنهم ليسوا "خريجي الفنادق الخمس نجوم".

لا اقصد القول أن حال شبابنا منقسم الى من هم أعلاه وفقط، بل يملك شبابنا الخامات والمؤهلات التي تمكنه من أن يتصدر المشهد اليوم ويفرض كلمته، ومنهم من تم تنظيمه بنموذج مهم مثل شباب هيئة " كلنا الأردن"، أو التنظيمات الشبابية الأخرى، سواء كانت رسمية أو تطوعية، ولعل أبرزها من قام بزيارة "بربيطة" ونقل هموم أهلها، مما شكل حالة مهمة في الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي في المفاهيم الجديدة في العمل الطوعي.

بالعودة الى الاستراتيجية التي تتضمن  محاور رئيسة أبرزها: الشباب والتعليم والتكنولوجيا، الحاكمية الرشيدة وسيادة القانون، المواطنة الفاعلة، الريادة والتمكين الاقتصادي، المشاركة والقيادة الفاعلة، الأمن والسلم المجتمعي والشباب والصحة والنشاط البدني؛ نجد أنها قدمت خطاباً شموليا، بمنهجية واضحة، خاطبت ما يحتاجه الشاب الأردني اليوم، وما تدرب عليه أيضا، وما يمكن أن يقدمه حتى نستفيد من طاقاته خدمة للمجتمع.

ولكن؛ ما أخشاه أنا وغيري ممن تابع إطلاق الاستراتيجية أننا سنجدها غدا أو بعده على أبعد تقدير مركونة على "الرف"، أسوة بالمئات من الاستراتيجيات الوطنية الأخرى، شبابية واقتصادية وسياسية ومرأة، لم نشهد منها إلا حفل الإطلاق، وخبر صحفي لاحق على أبعد تقدير، أو تصريحات مسؤولين أنهم يطبقوا الاستراتيجية الفلانية من دون أن نقرأ لها أي تأثير ميداني حقيقي.

ما العمل إذاً ؟ المطلوب اليوم من وزارة الشباب -وأنا شخصيا أثق بوزيرها-، أن يتم ترجمة الاستراتيجية الى خطط ذات أهداف مباشرة، قابلة للقياس والتقويم والتعديل، في جدول زمني محدد، وتحديد الشركاء وخطوات التنفيذ، مع وضع معايير ضبط جودة للمخرجات، فقد سأمنا "الرف"، وفقدنا الأمل في المبادرات والاستراتيجيات على الورق.

المطلوب اليوم أن تُطبق هذه الاستراتيجية، لا أن تلغى مع تغيير الوزير أو الحكومة، لعلنا نشهد ولادة قيادات شبابية جديدة، واكتشاف من أهم أفضل منا، ومن يقدموا للأردن مالم نقدمه نحن، مطلوب أن نستثمر في طاقات شبابنا، لا نقيدها أو نقمعها، نوجهها نحو الأفضل، لا نخشى من نهوضها، بل نساهم نحن في نهضتها.

تعليقات القراء

  • سلافة

    ثم علينا جميعا على الأرض الاردنية ان نتصدى لمسؤوليتنا تجاه ابنائنا ولا ننتظر طيور السماء كي تنقذنا كما يجب ان من صميم مسؤولياتنا ان نتابع ونحاسب مؤسسات الدولة المقصرة اذا حدث ذلك

تعليقات القراء

  • سلافة

    ثم علينا جميعا على الأرض الاردنية ان نتصدى لمسؤوليتنا تجاه ابنائنا ولا ننتظر طيور السماء كي تنقذنا كما يجب ان من صميم مسؤولياتنا ان نتابع ونحاسب مؤسسات الدولة المقصرة اذا حدث ذلك