ادلب.. معركة متعددة الأطراف والأهداف

ادلب.. معركة متعددة الأطراف والأهداف
2018-09-10

سما الاردن - محرر الشؤون المحلية -  يترقب المجتمع الدولي والعالم اجمع تطورات الاحادث في سوريا، خاصة فيما يتعلق بالمؤشرات الدالة على اقتراب بدء معركة حاسمة في محافظة ادلب شمالي البلاد.
المعركة توصف بالحاسمة نظرا لاهميتها بالنسبة لمختلف الاطراف المعنية في الشأن السوري، فالنظام السوري، يبحث  عن بسط سيطرته على مختلف المناطق السورية والتي لم يتبقى منها على ارض الواقع سوى محافظة ادلب، اما المعارضة فتبحث لنفسها عن بصيص امل في الحفاظ على ما تبقى من قواتها العكسرية بعد الهزائم التي لحقت بها في باقي المحافظات.
وبالنسبة لمختلف التنظيمات التي دخلت الى الاراضي السورية فهي الاخرى بالنسبة لها معركة البقاء، خاصة وان مصير العديد من هذه الجماعات والفصائل بات غامضا ما اذا خسروا المعركة.
وفي هذا الصدد، يرى استاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الاردنية الدكتور بدر الماضي، ان محافظة ادلب تعتبر رمزية لمجموعة من الاطراف المعنية في الشأن السوري، مثل النظام ومعاضرته، اضافة لروسيا وايران وتركيا والولايات المتحدة الامركية. 
واشار الى ان كل طرف من الاطراف له اجندته السياسية والاستراتجية لتحقيقها ما بعد المعركة. 
واضاف الماضي ان النظام  يريد من المعركة والنصر فيها، ان يرسل رسالة واضحة للعالم مفادها انه اصبح قادرا على السيطرة على الارض واعادة الوحدة الى الاراضي السورية.
واشار الى ان ادلب تعني للمعارضة انتهاء الثورة انتهت بكل اطيافها دون اي سند سياسي لمحاولة تقديم المزيد من الاجندة لبناء دولة سورية حديثة ديموقراطية، خاصة خرجت مهزومة من المعركة .
ويعتقد الماضي، ان روسيا هي الاخرى تريد ان ترسل للعالم انها خرجت منتصرةً لحليفٍ راهنة عليه تاريخيا، بالاضافة الى انها تستطيع ان تناصر حلفائها بعكس الولايات المتحدة والتي ما زال الكثير من المناطق التي تدخلت فيها الولايات المتحدة تعاني من فشل ذريع في مختلف النواحي. 
واضاف ان ايران لا تختلف كثيرا عن روسيا لكنها تريد ان تحقق هذا الانتصار لكسب مزيد من التداخلات داخل الاراضي السورية وتوسعت نفوذها السياسي في البلاد. 
وبين ان الولايات المتدة الامريكية قد تكون الطرف الاقل سرعة بضرورة الحسم لانها تريد مزيد من التعب لروسيا ومزيد من الغرق في الرمال السورية بشكل عام مضيفا ان الولايات المتحدة تريد استخدام الحدود مع تركيا لاحداث بعض الازعاجات لتركيا خاصة بعد الخلافات بينهم.
ويعتقد الماضي انه لا يمكن حسم ادلب في الحرب العسكرية التقليدية، فيبقى امام النظام السوري، خيارين، الاول اما القصف الجوي العنيف والمكثف وتمدير البنية التحتية والانسانية في ادلب وتكرار ما حصل في حلب قبل اعوام، او استخدام الغازات الكيميائية التي يحذر من استخدامها المجتمع الدولي.
وفيما يتعلق بالمنحيات والمتغيرات السياسية ما بعد ادلب، اعتقد الماضي ان الامر يعتمد  على التدخلات الدولية وتداخلات الاطراف التي لها علاقة في الحدث السوريي.
واشار الى وجود رؤيتين استراتيجيتين ما بعد ادلب والحسم العسكري فيها، 
الاولى تتمثل باعطاء الفرصة للدولة السورية لاعادة البناء ضمن مؤسسات النظام الحالي وتكون بقيادة بشار الاسد وتمتد لسنوات ثم اعادة التأهيل النظام السياسي والمؤسسات الحكومية بما يضمن ان لا يخلق فراغا جديدا.

والاستراتيجية الثانية، ان تبدأ عملية سياسية بدءا من الانتهاء من بشار الاسد ونظامه الحالي، واقامت انتاخبات رئاسية حقيقية. 
وفي ذات السياق يتوقع الماضي ان  يكون هناك حل وسطي يتمثل بإنشاء دستور جديد في سوريا يضمن اجراء انتخابات حقيقية في سوريا تفضي الى اقامة دولة سورية ديمقراطية حديثة. 
عكسريا،، 
وصف الخبير في الشأن العسكري جلال العبادي، محافظة ادلب بالخزان البشري لكل المعارضيين لقوات النظام السوري من مختلف التوجهات السياسية والفكرية القادمين من مختلف المناطق السورية التي خاضت فيها المعارضة والتنظيمات المسلحة معارك خسرتها امام النظام.
واعتبر ان تجميعهم على مدى السنوات الماضية في ادلب سيجعلهم لقمة صائغة للقوات السورية وحلفائها لقتلهم جميعا بالقصف الجوي والمدفعي، مستبعدا ان يكون هناك قوات برية تشارك في المعركة.
واشار العبادي الى النظام السوري يبحث من خلال معركة ادلب الوصول الى الطريق الواصل بين اللاذقية وادلب وحماه حلب حمص والذي يعتبر خطاً مهمهاً للصول الى دمشق وجنوب سوريا وصولا الى الحدود السورية الأردنية.
واضاف ان النظام وحده لا يستطيع تحقيق تقدم في المعركة دون الاسناد الجوي الروسي والمليشات الايرانية المقاتلة.
وبين ان ايران يهمها ابقاء النظام السوري في قوته للحفاظ على نفوذها في البلاد، مضيفا ان روسيا تهدف الى حماية قواعدها العسكرية حميميم وطرطوس والمقاتلين الان على بعد يقل من 15 كيلو متر.
ونوه العبادي الى لا تريد معركة حربية في ادلب وذلك لانه الضامنة لوقف اطلاق النار وخفض التصعيد في تلك المنطقة، اضافة لوجود 12 نقطة مراقبة تركية للسيطرة على المنطقة بشكل عام
وتوقع ان يستخدم طرفي النزاع في ادلب الغازات في المعركة، مشيرا الى ان الدول العظمى وخاصة الولايات المتحدة تنتظر ان "تقلم اظافر النظام" اذ استخدم الغازات السامة.

تعليقات القراء

تعليقات القراء