إنها تشبهك تماماً يا عزيزتي

إنها تشبهك تماماً يا عزيزتي
2018-12-25
يحيى العبداللات
ن.ب

أيام وساعات، نودعك ايتها السنة 2018، وتحل مكانك سنة اخرى تشبهك تماما، ها انت ترحلين، تاركة خلفك ذكريات سعيدة واخرى شقية، كلها سجلت في سفر تاريخك. رغم انك مجرد وعاء زمني، رسمنا حدوده وفصلناه نحن، وقسمناه اشهراً وايام وساعات نحن، وربطناه بمناسبات عظيمة نحن، واسميناه سنة كذلك نحن .

رقصنا فرحا يوم ان ولدت ايتها السنة، وها انت اليوم ترحلين الى خلود الزمن فتصبحين مجرد رقم نحفظه في اجندة كم من العمر مضى.

نشيعك بمأتم نملأه بالحديث عنك نسرد الحكايات ونستجر ذكرياتك السعيدة والا سعيده، نحملك وزر آلامنا لعزيز فارقنا أو وجع جرح أصابنا، وقلما نذكر انك حملت لنا خيراً وصنعت لنا فرحا ناسين متناسين، انك مجرد وعاء زمني من صنع ايدينا ونتاج عملنا.

فكم نحملك ياعزيزتي "السنة" ذنبا لم تقترفين، وكم من لائحة إدعاء، بحقك شكوناك بها ظلما، أعذرينا ايتها السنة فنحن من نصبنا انفسنا الخصم والحكم، وأرحلي ياعزيزتي بهدوء لتستقري في مدافن الرقم ولتبقى ذكرياتك الجميلة، تزين اسمك واتركي لنا وجعا نكابده، نسبناه ظلما اليك، أتركينا نبتهل بالدعاء، ان تكون شقيقتك المولودة توا خيرا منك، فهي تشبهك تماما ولن تكون الا وعاء زمني آخر نطبخ فيه زاد الفرح، وننزع من النفس شرورنا الأدمية ونسير، حينها لن نعيبك ايتها السنة مستذكرين قول من انصفك شعرا الامام الشافعي حين قال:

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا...ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

تعليقات القراء

تعليقات القراء