ألسقوط الكبير …

في الحادي والعشرين مِنْ شهر نيسان لعام ألفين وخمسة وعشرين سيكون يومًا مشهودًا في الحياة النيابية الأردنية وَسَيُبنى على الشيء مُقتضاهُ ، يَوم أنْ تساقط أعضاء هذا المجلس على مَذبحِ السَفَهِ والكلام الرخيص .. والكلام الشوارعي – إنْ جازت التسمية – يومَ أنْ رأينا جعجعَةً وَلَمْ نرى طَحناً !! يومَ أنْ رأينا أفواهًا تُزَبِّد وأياديَ تُلوّح !! ولغة عربية تُسحَل !! .
في جلسة ذَبحنا فيها المجتمع الأردني مِنْ الوريد للوريد !! وقَسّمنا المكون الوطني إلى شرقيّ وغربيّ .. مَعَ وضِد .. مواليًا ومُعارض !! لا وَسطيةَ ولا عقلانية .. .
صنعتُم مُجتمعاً للكراهية .. سنقضي أيامًا طويلة لإصلاح ما أفسدتموه .. وَصَدقَ فينا القول عِندما تتصارع الفِيَلة على العُشبْ يَتلفُ العُشب وتنجوا الفِيَلة !! .
لَمْ نسمع رجُلاً حكيمًا إلّا مَنْ رَحِمَ ربّي !! وَعَلى ماذا ؟ قضية قانونية القضاء مكانها !! مُتهمينَ سيقول القضاء كَلِمتهِ بحقّهم !! إنْ كانوا على ضلالة سينالون جزاءهم وإنْ كانَ الأمر غير ذلك فللقضاء الأمر !! .
وعلى الجانب الآخر مِنْ المشهد حِزب يتمترس خَلف مواقف ضبابية لا تُسمن ولا تُغنيَ مِنْ جوع !! هِيَ كُليمات لَوْ قالها أحدهم لَطُويَ الأمر .. ( كُلّ جريمة على تُراب الاردن مُدانة وَكُل مُحرض وممول لهذهِ الجريمة يجب أنْ ينال عقابه ) وحينها نقول المقولة الأردنية ( هُنا حفرنا وهنا طمرنا ) .. هذهِ هِيَ السياسة !! وهكذا يكون رجال الوطن .. .
وفي معرض الحديث هذا نستذكر تلك الحادثة المشهورة في التاريخ أنّ رجُلاً أتى أحدّ الوُعّاظ فقالَ الواعظ لذاك الرجل أنني سَمعت أنكَ تبني مسجدًا ؟ فقال : نَعَمْ وكانَ الرجل معروفًا بسوءِ السلوك !! فقال الواعظ : والله أنّ حالك يُشبه حالَ مَنْ قالَ فيها الشاعر :
سمعتك تبني مسجدًا مِنْ خيانةٍ
وأنتَ بفضل الله غيرُ موفقٍّ
كَمُطعِمة الأيتام من كَدِّ فرجها
لكِ الويل لا تزني ولا تتصدقي
أيها النواب لَقَد آذيتمُ الأردن والوطن أكثر مما آذاه اولئك الخارجون على القانون !! إعتقدناكُمُ ممنْ يُطفئون الحرائق وإذ بكمُ تصبونَ الزيت على النار !! إشطبوا تلك الجلسة مِنْ سجل جلسات مجلس نوابنا وأعيدوا المجلس للشعب الأردني .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة