لم شمل لاجئات سوريات ما يزال حلما بعيد المنال

الاردن، سوريا، السوريات، مخيم الزعتري،
2018-10-29

سما الاردن | رغم اعادة فتح المعبر الحدودي بين الأردن وسورية (جابر- نصيب) واستئناف حركة المسافرين بين البلدين، لكن لم شمل اللاجئة السورية سميرة (اسم مستعار) مع أسرتها ما يزال حلما بعد المنال.

قدمت الخمسينية سميرة الى الأردن مع ثلاثة من أبنائها قبل ستة أعوام ونصف العام هربا من حرب طاحنة في بلدها سورية لتستقر في أحد أحياء عمان الشرقية، فيما بقي ابنها الأكبر مع والده، وابنتها مع زوجها هناك، تقول سميرة "تزوج ابني وما حضرت عرسه، وصار عندي أحفاد وما شفتهم، فتحت الحدود بس ما في شي نرجع عليه بالغوطة، حتى الأمان مش موجود"، موضحة أنه "بعد سيطرة النظام السوري على الغوطة غادر زوجي وابنائي لشمال سورية، وما عاد شي إلنا هناك".

ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها سميرة مع أبنائها في الأردن خصوصا بعد قطع المساعدات النقدية من المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلا أن مجرد العيش بأمان يبقى أفضل بكثير من المغامرة بالعودة الى سورية، كما تقول.

الخيارات تبدو محدودة فلا رغبة لدى العائلة لتقديم طلب لجوء الى بلد ثالث فهذا سيزيد من تشتيت العائلة، أما العودة حاليا فهي صعبة، لأنه وفق سميرة "هناك اعتقالات واسعة يتعرض لها الشباب بعد عودتهم الى سورية، الخيار الوحيد أن نبقى في الأردن لحد ما تستقر الأوضاع".

تعيش عائلة سميرة حاليا على الكوبونات الغذائية المخصصة من المفوضية، اما إيجار المنزل فيتم تأمينه من خلال ما يتكسبه احد أبنائها في محل لغسيل وكي الملابس.

تقول سميرة، "نجح ابني العام الماضي في امتحان الثانوية العامة، ويدرس اليوم بمنحة في كلية مجتمع، ويشتغل بعد الظهر لتأمين ايجار البيت".

الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها عائلة سميرة دفعتها للاستفادة من برامج التدريب على الخياطة للمبتدئات في مركز التدريب المهني التابع لجمعية الهلال الأحمر الأردنية، وتتشارك سميرة في الدورة التي تستمر 3 شهور 10 سيدات أردنيات وسوريات يتدربن خلالها على أساسيات الخياطة.

وتأمل سميرة أن تساعدها مهارتها في الخياطة لتكون مصدر دخل دائم لها، لافتة الى أنها بعد الانتهاء من الدورة الحالية ستسعى للتسجيل في دورة متقدمة تستمر عاما كاملا.

فاطمة (27 عاما) سيدة سورية أخرى قدمت الى الأردن مع وزوجها وبناتها الثلاث قبل أربعة أعوام، فيما يقيم والداها وأشقاؤها في غوطة دمشق، تقول فاطمة "زوجي بشتغل كل شي، يوم في شغل يوم لا".

عدم وجود مصدر دخل ثابت للعائلة دفع بفاطمة للتسجيل في دورة تدريب الخياطة للمبتدئات، إذ تأمل أن تتمكن بعد الدورة من اتقان مهارات تعديل وتصليح الملابس، وتقول "هيك ممكن أشتغل من المنزل وبنفس الوقت أرعى امور بناتي".

يقدم الهلال الأحمر الأردني دورات التدريب المهني التي تستمر 3 شهور مجانا للنساء من الفئات الأكثر فقرا وضعفا بمن فيهن اللاجئات السوريات، اما الدورة المتقدمة والتي تستمر عاما كاملا، فلها رسوم رمزية لا تتجاوز 10 دنانير شهريا.

والى جانب التديب على فنون التفصيل والخياطة، يقدم مركز التدريب المهني التابع للهلال الأحمر دورات في فن التجميل وتصفيف الشعر، الأشغال اليدوية، مهارات الطبخ والتصنيع الغذائي، مهارات محور الأمية وتعليم اللغة الانجليزية.

يكشف الرئيس العام للهلال الأحمر الأردني محمد مطلق الحديد عن مشروع تعليمي سيعمل الهلال الأحمر على اطلاقه قريبا، ويقول "وقعنا مؤخرا اتفاقية مع مؤسسة سويسرية تعنى بالتعليم لتوفير فرص تعليم وتدريب لنحو 6000 مستفيد".

ويوضح أن "البرنامج سيتم تنفيذه بالشراكة مع جامعة هارفرد الأميركية، حيث سيقدم البرنامج دورات تعليمية وتدريبية في مجالات تكنولوجيا المعلومات، المساعدة التمريضية ورعاية كبار السن، الاسعافات الطبية المتقدمة والزراعة"، مشيرا الى ان "المنتفعين من الدورة سيحصلون على شهادة الدبلوم من الهلال الأحمر معترف بها من الجهات الرسمية الأردنية".

ويضيف، "سيكون البرنامج عبارة عن منحة تعليمية كاملة، أما المنتفعون فسيكون غالبيتهم من السوريين الى جانب تخصيص 25 % من المنح للطلبة الأردنيين"، مبينا ان "الغاية من البرنامج تأهيل الشباب والشابات السوريين للمساهمة في إعادة إعمار بلادهم بعد العودة، حيث يركز البرنامج على تخصصات ومهن مطلوبة عند العودة الى بلادهم".

وكان اعيد افتتاح معبر حدود جابر- نصيب بين الأردن وسورية منتصف الشهر الحالي لكن حركة العودة للاجئين السوريين ما تزال ضئيلة جدا، بحسب تقارير صحفية.

المصدر: الغد.

تعليقات القراء

تعليقات القراء