اليوم العالمي لمنع الانتحار إحصائيات : حالة انتحار كل 40 ثانية في العالم

اليوم العالمي لمنع الانتحار  إحصائيات : حالة انتحار كل 40 ثانية في العالم
2018-09-10
آيه قمق

سما الاردن - تحيي منظمة الصحة العالمية، اليوم الذكرى الـ 16 لليوم العالمي لمنع الانتحار، وسط مؤشرات وإحصاءات تؤكد أن الانتحار أصبح ظاهرة عالمية لا تفرق بين الدول الفقيرة والغنية، وحسب الإحصائيات هناك عالمياً حالة انتحار كل 40 ثانية.

واعتمدت المنظمة هذا اليوم 10 آيلول في عام 2003، بهدف العمل على إثناء الشخص الذي يفكر في الانتحار عن اقتراف هذه الجريمة في حق نفسه، والدعوة إلى أن يأخذ دقيقة للتفكير في الألم والمعاناة الذي يشعر بهما كل شخص واقع تحت تأثير الرغبة في الانتحار، وحث المحيطين به على الاستماع إليه والاهتمام به، والعمل على توعيته بمخاطر وتداعيات الانتحار.

شباب في عمر الورد يقبلون على الانتحار ويفارقون الحياة دون أن ينظروا خلفهم، بدلا من أن يعيشوا في حياة هادئة تسودها الراحة النفسية يهربون من الحياة بعمل مأساوي وهو الانتحار...
 ظاهرة تفشت بالمجتمع أي دق ناقوس الخطر وعلينا إصلاحه قبل أن نخسر أكثر، المرحلة العمرية للشباب مرتبطة بتحقيق الأهداف والإنجازات والأمل والتفاؤل لتحقيق الذات، فإذا ما عجز الشاب عن تحقيق كل ذلك أصبح يستغني عن حياته ووجد الانتحار دافعاً.

عندما تعترض أهداف وأحلام الشباب الوردية وطموحاتهم بالواقع يفقدون الأمل واليأس يحل بهم، ولا يستطيع المجتمع تفهم حاجياتهم الأساسية ويستوعبهم؛ فيفكرون بالإنتحار، الشباب هم العطاء ولديهم امكانيات كثيرة وأفكار ومواهب لكن عندما يشعرون أن لا أحد يدعمهم، حينها يريدون أن ينهوا حياتهم ويعرضون أنفسهم للخطر ومنهم من يهدد بالانتحار.

عندما يتولد العجز واليأس لدى الشاب ويشعر بأنه لا يحظى بفرص عمل في ظل انتشار البطالة والواسطة وغياب العدالة الإجتماعية إضافة للمشاكل الأسرية، يتولد لديهم الغضب والعنف فيشعر الشاب أن الانتحار هو ملاذه الوحيد للخلاص، وبهذا التصرف يعاقب نفسه، وبنفس الوقت يكون لفت نطر للعائلة والمجتمع أن ينظروا إليه. ولو لم تكن الأوضاع الاقتصادية التي نمر بها والمعيشية وحدها من تدفع الشباب إلى التخلص من حياتهم بالانتحار، فهناك أسباب أخرى قادرة على أن تجعل من الموت الملاذ الوحيد أمام هؤلاء الشباب.

علم الجريمة
قال دكتور علم الاجتماع ( علم الجريمة ) مطلق الزيودي : " انتشرت ظاهرة الانتحار مؤخراً عند الشباب في ظل غياب العدالة الاجتماعية وعدم المساواة وتوفر فرص العمل وبذلك يتولد الإحباط لدى الشباب، وإن دراسة ( إميل دوركايم ) لظاهرة الانتحار(1952) نشرت في الأصل عام 1897، وتمثل هذه الدراسة معلماً بارزاً في بحوث علم الاجتماع التي تتقصى العلاقة بين الفرد والمجتمع. فعلى الرغم من أن البشر يعتبرون أنفسهم افراداً يتمتعون بكامل الإرادة والحرية، إلا أن أنماط سلوكهم كثيراً ما يجري تشكيلها وصياغتها مجتمعياً. وتظهر الدراسة إن العالم الاجتماعي المحيط به له اثره الكبير بأسباب الانتحار، أيضاً من أسباب الانتحار عدم القدرة على تحقيق الأهداف نتيجة عوامل اجتماعية). 

وأضاف الزيودي: (عندما يمر الشاب بمرحلة من الإحباط يعيش بحالة من الانطواء والعزلة ويمكن أن يفكر بالانتحار، فيجب إعادة ضبط الشباب من قبل الأهل والمجتمع ).


فن وثقافة
لو انشغل الشباب بالفن والثقافة والأنشطة الرياضية وملؤوا أوقات فراغهم فيها بدلاً من قضاء ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي وبالشوارع ومصاحبة رفاق السوء، وهنا لفت نظر للهيئات الشبابية والجهات المعنية أن يعيدوا النظر بأمور الشباب وأن يقيموا مراكز ثقافية وفنية ليبدعوا ويخرجوا مواهبهم الكامنة.

ضرورة الوقاية من الانتحار 
في كل عام يضع أكثر من 800000 شخص نهاية لحياته، هذا فضلاً عن الكثيرين ممن يحاولون الانتحار. وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم. يحدث الانتحار في مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15و29 عاماً على الصعيد العالمي في عام 2012.
 
الانتحار لا يحدث في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية في جميع أقاليم العالم. وفي حقيقة الأمر، إن 75% من حالات الانتحار العالمية في عام 2012 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل

تعليقات القراء

تعليقات القراء