الحرب على الاشاعة... بين السرعة والدقة

الحرب على الاشاعة... بين السرعة والدقة
2018-09-13
محرر الشؤون المحلية

خاص سما الاردن | في زمن السرعة الذي نعيشه الآن، ثمة مفارقات كثيرة طرأت على حياة الانسان اليومية، فبين مواعيد محددة لنشرات الأخبار عبر التلفزيون او الراديو، كان ينتظرها الانسان ليستقي المعلومات حول مختلف مناحي حياته اليومية، وبين وسائل الاعلام الحديثة والتي جعلت من الفرد قادرا على قراءة الخبر وتفاصيله لحظة حصوله في اي مكان في العالم.

هذا التحول الجذري في اساليب الاعلام والتواصل بين الناس، فتح فجوة واسعة اسهمت في انتشار سيل جارف من المعلومات منها ما هو صحيح او شبه صحيح او معلومات مغلوطة تماما، وفي خضم هذا السيل تاهة المعلومة الصحيحة وجعلت للإشاعة منبرا قويا للانتشار والوصول لاكبر نسبة من المتلقين.

ابو عرجة: الاشاعة اذا سكت عنها تصبح مصدقة

وعرف عميد كلية الإعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير ابو عرجة الاشاعة على انها خبرا منقوصا او مفبركا او مؤلفا، لخدمة هدف ما، واصفا الاشاعة بـ"العمل التخريبي".

واعتبر ان الظروف الاقليمية الحرجة والمحيط الملتهب في المنطقة عزز من احتمالية تصديق اي نبأ، مشيرا الى ان الاشاعة تزدهر في مثل هذه الظروف.

واضاف ابو عرجة ان عدم تصويب المعلومات وتصحيحها من مصادرها الرسمية والمعنية عن طريق وسائل الاعلام يساهم في انتشار الاشاعة.

واشار الى ان الناس تتناقل الاشاعات عند عدم وجود معلومات دقيقة وصحيحة وغياب التوضيح الصحيح.

وبين ان وسائل نقل المعلومة بصرف النظر عن صدقها ازدهرت وتطورت وجعلت انشارها واسعا، منوها ان الاشاعة لا تقف عند الجانب السياسي بل ان هناك اشاعات في الجانب الاقتصادي والاجتماعي وحتى الرياضي.

ووصف ابو عرجة استخدام الملايين في المنطقة العربية لوسائل ومنصات التواصل الاجتماعي بانها جعلت من صفحاتهم الشخصية بمثابة صحفية فردية يكتب فيها الفرد ما يعبر عن افكاره وما يوائم تطلعاته وميوله، مما اولد خليطا من الافكار والمعلومات.

واكد على ان اساليب محاربة الاشاعة تتمثل في نشر المعلومات الدقيقة والصحيحة عبر وسائل الاعلام، اضافة الى الاعلام الصحيح والمعلومة الواضحة بالاضافة الى الشفافية في نقل المعلومات والاخبار.

واضاف ابو عرجة ان محاربة الاشاعة ترتب مسؤولية اضافية على الاعلام الرسمي والاعلام العاقل والقادر على التأثير في الناس.

واشار الى ضرورة استمراية حضور الناطقين الرسميين ومصادر المعلومات ومتابعاتهم اليومية وملاحقة الاشاعات وتصدير المعلومات الصحيحة والدقيقة وبشكل سريع للناس.

وبين ان الاشاعة اذا سُكت عنها تصبح مصدقة ويتم المبالغة في عرضها وانتشارها.

 

قطيشات: هناك حاجة ماسة لتجريم الاشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي

بدوره قال مدير هيئة الاعلام محمد قطيشات ان هناك بعض النصوص القانونية تعالج نشر الاشاعات وتجرمها والتي تحوي على اخبار كاذبة ومغلوطة عبر وسائل الاعلام، مؤكدا على ضرورة وجود نصوص قانونية تجرم الاشاعات وترويجها واعادة نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

واشار الى وجود نقص في التشريعات التي تجرم نشر الاخبار الكاذبة والمغلوطة او اعادة نشرها والترويج لها سواء كانت عبر مواقع "التواصل" او تطبيقات التواصل.

واضاف ان الهيئة تتابع المحتوى الذي يبث عبر وسائل الاعلام، مشيرا الى ان نسبة الاشاعات عبر الوسائل المرخصة قليلة.

واعتبر ان الاشاعة تنتشر في هذه الواسائل بسبب ضعف المتابعة في الحصول على المعلومات او بسبب السرعة والعجلة في نشر المعلومات دون التأكد من مصادرها الرسمية.

الرواجفة: السرعة في نقل المعلومة لا تعني التخلي عن اي عنصر من عناصر المادة الصحفية

بدوره اعتبر مدير تحرير مرصد "مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" الزميل اسامة الرواجفة ان (ضعف الخطاب الرسمي، وعدم جدوى قانون حق الحصول على المعلومات، وانتشار وسائل التواصل الحديثة، ووجود التنافس الصحفي والاعلامي) اهم الاسباب التي ساهمت بشكل كبير بانشار الاشاعة.

وبين ان الشائعة قد تكون على شكل خبر كاذب بالكامل او قد يكون مجتزء بمعلومات صحيحة ومعلومات خاطئة.

واشار الى ان اهم اسلوب في محاربة الاشاعة هو مكافحة الاسباب، اضافة الى فتح قنوات معلومات بين الحكومة والمصادر ووسائل الاعلام، وتدفق معلومات واضحة من مصادرها الرسمية.

واضاف ان وجود التربية الاعلامية وضرورة استحداث مناهج تدريسية حولها ضرورية في مكافحة الاشاعة وتثقيف الاجيال.

وبين ان الخطورة تتمثل في ان وسائل التواصل الاجتماعي اصبح يرتادها اشخاص يتفاوتون في المستويات التعلمية والثقافية والاجتماعي والاشاعة تنتشر بينها بكشل اكبرن اضافة الى ان وسائل التواصل الاجتماعي عندما تصبح مصدرا اساسيا للاخبار والمعلومات الصحفية تشكل خطرا على البيئة الصحفية وتساهم في نشر الاشاعة.

واكد على ان التنافس الاعلامي والاعلاني بين مختلف المؤسسات الصحفية كان موجودا منذ بداية الصحافة في العالم، ولكن في خضم التطورات الحاصلة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي واختلاف اساليب السرعة في تقديم المعلومة مشيرا الى ان هذا لا يعني التخلي عن اي عنصر من العناصر الكاملة للمادة الصحفية.

 

 

تعليقات القراء

تعليقات القراء