أول مسجد بناه النبي صلى الله عليه وسلم.. فيديو

أول مسجد بناه النبي صلى الله عليه وسلم.. فيديو
2019-02-13
حنين العبداللات

سما الاردن | مَسْجِدُ قُبَاءٍ أول مسجد بني في الإسلام، وأول مسجد بني في المدينة النبوية، ومن حيث الأولية فإن المسجد الحرام أول بيت وضع للناس ومسجد قباء أول مسجد بناهالمسلمون، وهو أيضًا أكبر مساجد المدينة بعد المسجد النبوي.

 يقع المسجد إلى الجنوب من المدينة المنورة، بني المسجد من قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وذلك حينما هاجر من مكة متوجهاً إلى مدينة، وقد اهتم المسلمون من بعده بعمارة المسجد خلال العصور الماضية، فجدده عثمان بن عفان، ثم عمر بن عبد العزيز في عهد الوليد بن عبد الملك، وتتابع الخلفاء من بعدهم على توسيعه وتجديد بنائه؛ وقام السلطان قايتباي بتوسعته، ثم تبعه السلطان العثماني محمود الثاني وابنه السلطانعبد المجيد الأول، حتى كانت التوسعة الأخيرة في عهد الدولة السعودية.

قام الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بوضع حجر الأساس للتوسعة الأخيرة للمسجد في عام 1405هـ، وانتهت أعمال التوسعة عام 1407 هـ، بلغت مساحة المصلى وحده 5000 متر مربع، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، وأصبح يستوعب 20.000 مصلي، تقوم هيئة تطوير المدينة المنورة بالاستعداد لبدء مشروع توسعة مسجد قباء والمنطقة المحيطة به، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والزائرين، وتطوير المنطقة المحيطة به عمرانياً وبيئياً، ومن المتوقع أن يستوعب مسجد قباء بعد اكتمال التوسعة 55 ألف مصلي.

 أبواب مسجد قباء أصبحت تفتح طوال اليوم بدءا من ليلة 14 ربيع الآخر 1440هـ، وذلك إنفاذا لتوجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز.

لمسجد قباء فضل عظيم، فقد ورد فيه قول الرسول محمد: من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه كان له كأجر عمرة، كما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم أن النبي كان يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا فيصلي فيه ركعتين.

ذكر أبو عبد الله ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان أن قباء: أصله اسم بئر وعرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف، وسمى المسجد بمسجد قباء لأن النبي محمد في طريقه إلى المدينة مرَّ على ديار بني عمرو بن عوف وبنى بها مسجداً فسمي مسجد قباء.

يقع مسجد قباء في البقعة التاريخية المقدسة حيث بنى رسول الله محمد في الأيام الأولى لهجرته إلى المدينة أول مسجد في تاريخ الإسلام في الجنوب الغربي من المدينة المنورة، يبعد المسجد مسافة 3.5 كيلومترات عن المسجد النبوي الشريف، ويبعد أيضا عن المسجد النبوي الشريف مقدار نصف ساعة بالمشي المعتدل.

أنزل الله في سورة التوبة:  وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.

وفيه أن بني عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء وكان يأتيهم رسول الله محمد ويصلي فيه، وحسدهم بنو غنم بن عوف وقالوا: نبني مسجداً ونرسل إلى رسول الله يصلي فيه ويصلي فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام ليثبت لهم الفضل والزيادة على إخوانهم، وأبو عامر هو الذي سماه النبي بالفاسق، وقال الرسول: لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم، فلم يزل يقاتله الرسول إلى غزوة حنين فلما انهزمت هوازن خرج أبو عامر هاربا إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فإني ذاهب إلى قيصر وآت بجنود ومخرج محمداً وأصحابه من المدينة، فبنوا مسجد الضرار إلى جانب مسجد قباء، وقالوا للنبي: بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والشاتية، ونحن نحب أن تصلي لنا فيه وتدعو لنا بالبركة، فقال الرسول: إني على جناح سفر وحال شغل وإذا قدمنا إن شاء الله صلينا فيه، فلما انتهى من غزوة تبوك سألوه إتيان المسجد، فنزل الآية، فدعا الرسول بمالك بن الذخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكنووحشي بن حرب قاتل حمزة بن عبد المطلب فقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه، ففعلوا وأمر أن يجعل مكانه كناسة تلقى فيها الجيف والقمامة.

 إما أن يكون مسجد قباء الذي بناه الرسول في طريق هجرته إلى المدينة، فقد نزل هناك وأسس هذا المسجد وكان هذا أول مسجد أسس في الإسلام، وإما أن يكون مسجد الرسول نفسه (المسجد النبوي)، فهو أيضا أسس على التقوى من أول يوم، وقد صرح بأن المقصود بمسجد أسس على التقوى مسجد قباء جماعة من السلف الصالح، منهم ما رواه علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن عباس، وما رواه عبد الرزاق عن معمر عنمحمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير، وما قاله عطية العوفي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم والشعبي والحسن البصري، وما نقله البغوي عن سعيد بن جبير وقتادة بن دعامة.

ثبت عن النبي أنه كان يزور قباء كل سبت راكباً وماشياً، وقال: من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كعمرة، وهذا الفضل ذكر لمن يتطهر في بيته ويخرج قاصدا للصلاة في قباء يحصل له هذا الأجر، أما من صلى فيه كالعادة بغير قصد من بيته فله أجر وله خير عظيم لكن لا يتوفر فيه الشرط المذكور، وإنما يحصل هذا لمن تطهر في بيته وخرج من بيته قاصداً للصلاة في مسجد قباء، أما الصلاة فيه من غير قصد من البيت بل مر وصلى به، أو كان من جيرانه وصلى فيه الفروض فيرجى فيه الخير والأجر، لكن لا يتوفر فيه ما قاله النبي بالشروط التي قالها.

وقال أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (المتوفى: 1353هـ) في كتابه تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي في شرح حديث الصلاة في قباء كعمرة: أي الصلاة الواحدة فيه يعدل ثوابها ثواب عمرة، وهذا عام في الفرض والنفل.

هذا الفيديو يبين اخر تحديثات للمسجد:

تعليقات القراء

تعليقات القراء