أنعش قلبك بزيت الزيتون

أنعش قلبك بزيت الزيتون
2018-09-06
إسراء زيادنة

سما الأردن| إن فعالية حمية البحر الأبيض المتوسط لم تعد محل نقاش بعد الآن. وفي هذه المرحلة صار ينظر إلى كيفية تحسينها واستهداف مكوناتها الفعالة. على سبيل المثال، حمية (MIND) هي البديل القائم لحمية البحر الأبيض المتوسط، وصممت بناء على ما أظهرته البحوث فقط؛ واليوم تبحث دراسة جديدة فيما إذا كان زيت الزيتون أو المكسرات لهما فوائد أخرى متعلقة بالكولسترول، لدى الأشخاص الأكثر عرضة لأمراض القلب، حيث ثبت في الماضي أن كليهما له فوائد عظيمة للقلب، ويحتويان على الدهون الصحية. والإجابة المختصرة في هذا الشأن هي أن لزيت الزيتون فوائد تتعلق بالكوليسترول في حين المكسرات ليست كذلك، لكن هذا لا يعني إنكار فوائدها الأساسية.

فيما يعد كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة من النوع “المفيد”، لأنه يزيل أنواع أخرى ضارة من الكوليسترول في الدم. لكن لم تظهر فعاليته لدى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب. وقال المشرف على الدراسة مونتسيرات فيتو في بيان صحافي: “في الوقت ذاته، أظهرت التجارب البسيطة أن استهلاك الأطعمة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة، مثل زيت الزيتون والطماطم والتوت، تحسن وظيفة البروتين الدهني عالي الكثافة في جسم الإنسان، مما حفزنا على اختبار هذه النتائج في دراسة منضبطة وأوسع نطاقاً”.

بالإضافة إلى أن الباحثين يؤكدون على أن كفاءة وظائف البروتين الدهني عالي الكثافة، لا تقل أهمية عن مقداره في الجسم. وقد طلب الفريق من الفئة المستهدفة عشوائياً، تناول تلك الحمية.

وشملت كميات كبيرة من الخضار والفواكه والبقول والحبوب الكاملة، وكميات قليلة إلى متوسطة من الأسماك والدواجن- أو حمية صحية منخفضة الدهون، بكميات أقل من الحلويات واللحوم والألبان عالية الدهون والأطعمة المصنعة. غير أن أولئك الذين تناولوا أطعمة حمية البحر الأبيض المتوسط قُسّموا إلى مجموعتين أيضاً: الأولى تتناول 4 ملاعق صغيرة من زيت الزيتون كجزء من غذائهم اليومي، والأخرى تتناول حفنة من المكسرات يومياً.

ثم قياس نسبة الكوليسترول ومواد أخرى في بداية ونهاية فترة الدراسة التي استمرت عاماً كاملاً. وأخيرًا، تبين ألا أحد في المجموعتين سجلت مؤشراته ارتفاعاً في مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة. لكن الأشخاص الذين تناولوا حمية البحر الأبيض المتوسط، تعززت لديهم وظيفة البروتين الدهني عالي الكثافة، وظهر جلياً لدى المجموعة التي تناولت زيت الزيتون. فقد نشطت في أجسامهم حركة الكولسترول إلى الكبد، حيث يمكن تفتيته أو إزالته من الجسم، كما كانت الحماية المضادة للأكسدة أفضل، إذ يمنع البروتين الدهني عالي الكثافة البروتين الدهني منخفض الكثافة من التأكسد وإثارة نمو الصفائح الدموية، فضلاً عن تنشيط الأوعية الدموية.

والغريب في الأمر، أن الأشخاص في المجموعة الضابطة ؛النظام الغذائي قليل الدسم؛ كانت لديهم مؤشرات أفضل فيما يتعلق بالبروتين الدهني منخفض الكثافة والنسبة الإجمالية للكولسترول، وهذا إيجابي. لكن كان أداء البروتين الدهني عالي الكثافة المضاد للالتهابات في المجموعة نفسها أضعف، وهذا سلبي من دون شك.

يشير ذلك إلى أن هناك عاملاً ما يتعلق بزيت الزيتون هو المسؤول عن تحسن أداء الكولسترول. وبالطبع فهذه ليست الدراسة الأولى التي تشير إلى أن بعض الدهون مفيدة للقلب، وأن المكسرات لها تأثير مشابه أيضاً. وقد وجدت دراسة أجريت قبل بضع سنوات، أن حمية البحر الأبيض المتوسط سواء أكانت مع زيت الزيتون أم المكسرات، تقلل من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسة؛ أي النوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ مع مرور الوقت. وكثيرًا ما أظهرت البحوث أن إضافة زيت الزيتون إلى حمية صحية؛ تحتوي على الخضراوات؛ يفيد القلب.

كما أن تناول الأسماك لمرة واحدة في الأسبوع مفيد للقلب أيضاً، بسبب وفرة الأحماض الدهنية “أوميغا 3”. كذلك أثبتت دراسات أخرى أن المكسرات ترتبط بخفض مخاطر النوبات المميتة لعدد من الأسباب على الرغم من أن زبدة الفول السوداني ليست كذلك، وهناك حد أقصى لتناولها. لذلك فنحن لسنا بحاجة إلى المزيد من الإقناع حول فوائد حمية البحر الأبيض المتوسط للقلب، بما فيها تناول جرعة من الزيوت الصحية. فضلاً عن فوائدها للدماغ أيضاً، المرتبط مع أداء القلب على نحو وثيق. وما زلنا نتعلم المزيد حول فوائد ما نتناوله من الخضراوات والزيوت والحبوب الكاملة، كذلك القليل من السمك والقليل من الشوكولاه الداكنة.

تعليقات القراء

تعليقات القراء