“مرسال”يعزف على أوتار الذاكرة، معيداً الحياة لأغاني الزمن الأردني الجميل

رعت معالي رئيسة لجنة الشباب والثقافة والرياضة في مجلس الأعيان السيدة هيفاء النجار حفل إطلاق مشروع “مرسال” لمؤسسه راكان شويحات في أكاديمية طارق الجندي للموسيقى العربيّة / دار دروزة، الذي يهدف إلى تجديد أغانٍ من التراث الموسيقي الأردني وإعادة تقديمها بتوزيعٍ موسيقيٍ معاصر يمكّن التراث من مواكبة عناصر الحداثة. وقد شهد الحفل الذي حضره قدس الأب جهاد شويحات وعدد من أصحاب العطوفة النوّاب وحشدٌ من الفاعلين والمهتمين في المجال الموسيقي والثقافي، إلقاء عددٍ من الكلمات التي أشادت بأهميّة التراث والدور المأمول للمشروع في صونه وتجديده وجعله أكثر قربًا من الأجيال الجديدة، فيما أطلقت راعية الحفل وقدس الأب جهاد شويحات ومؤسس المشروع المنصّة الرقميّة الخاصة بالمشروع وسط تصفيق الحضور وتفاعلهم مع لحظة الإطلاق الرسميّة التي تلتها تأدية أولى أغنيات المشروع “أبو شويحة” من تراث عشيرة العزيزات في مدينة مادبا، بصوت الفنانة الشابة نتالي سمعان.
في كلمتها أشارت معالي السيّدة هيفاء النجّار إلى سعادتها برؤية الشباب الأردني وهم يؤكّدون ويعملون على صون تراثهم الثقافي في سياق تعزيز رواية الصمود الأردني رغم كل الظروف الصعبة التي تحيط في الأردن، مستشهدة ومشيدة بالكلمة التاريخيّة التي ألقاها جلالة الملك قبل أيام في البرلمان الأوروبي بصفتها مصدر إلهام كبير لشباب الأردن لما أظهرته من شجاعة وإنسانيّة وروحانيّة والكثير من الصفات التي تجتمع جميعها في جلالة الملك ومواقفه التاريخيّة وتقدّم مثالاً نموذجًا لشخصيّة الإنسان الأردني وصموده الذي تتغنّى به أغنيات التراث وتعكس نسيجًا اجتماعيًا ودينيًا أردنيًا يحتفي بالتنوّع والانفتاح الثقافي كأساس وركيزة لصمود المجتمع والدولة.
وقدّم قدس الأب جهاد شويحات سردًا لتاريخ عشيرة العزيزات في الأردن والأدوار الهامة التي اطّلعت بها على امتداد الخط الزمني وخلال كبرى الأحداث الهامة التي شهدتها الجغرافية الأردنية منذ أكثر من 1400 عام ولغاية اليوم، وذلك في سياق تقديمه للأغنية الأولى من أغاني المشروع التي تتغنى بالشيخ يعقوب الشويحات “أبو شويحة”، مبيّنًا ومفسّرًا للحضور سبب تسمية العشيرة الذي يرجع إلى دورها في مساندة الجيش الإسلامي حيث أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام صحابته أن يعزّوا العزيزي فصار إسم العشيرة “العزيزات”.
وتحدّث مؤسس المشروع السيد راكان شويحات إلى الحضور عن المشروع وفكرته التي جاءت استجابة للاهتمام المتنامي لدى الشباب بالتراث والهُوية الأردنيّة، حيث يسعى المشروع لتعزيز حضور الأغاني القديمة في سياقٍ موسيقيٍ حديثٍ ومعاصرٍ ومتواجد على المنصات الرقميّة لربط الأجيال الجديدة بماضي الآباء والأجداد وتأكيد مرونة التراث وقدرته على مجاراة التغيرات الثقافية والمجتمعية، وقال شويحات أن هذه الإنطلاقة تبدأ بأغنية من تراث مادبا ولكنها ستنتقل في مسار متصل ومتسلسل إلى مدن ومناطق أخرى في الأردن لرسم لوحة موسيقيّة من الأغاني القديمة ضمن مكتبة المشروع ونشاطاته المتنوّعة.
ورحّب بدوره الأستاذ طارق الجندي مدير أكاديميّة الموسيقى العربيّة في دار دروزة بالحضور مشيرًا إلى حرص الأكاديميّة وسعيها لتعزيز التعاون مع المشاريع الثقافية والموسيقيّة على وجه الخصوص إنطلاقاً من دور الأكاديميّة ومساحاتها وبرامجها في حفظ وصون الموسيقى العربي، والتراث بصفته عنوانًا هامًا من عناوين موسيقى الشعوب في بلادنا.








