IMG-20240130-WA0051(4)

هَدايا الظلال ،،، يُحكى أنّهُ في غابة ما وفي السهول الشرقية مترامية الأطراف وذات الحقول المثمرة وألانهار التي لا تنضب والتي تكفي جميع سُكّان هَذهِ السهول .. كانت تعيش في هَذهِ السهول قطعان مِنْ الماشية ، والغزلان ، والوعول وأسراب الطيور ، وكان لِكُل قطيع رئيس .. لَمْ تَكُن الغابة تشكو نقصًا ولا خوفًا .. لكن الحكاية كانت تترد على الألسنة .. في الغرب نمرُ لا يُرى ؤلا يزأر .. لكن إن فَكّر أحدًا أن يُغضِبَه .. فَلَنْ يَعُد يُرى !! كَبُرت القصة .. أصبحت دستورًا .. ثُمّ عقيدةً .. ثُمّ نظام حُكم . بدأ كُلّ كبير في هذهِ القطعان يُبالغ في التحذير مِنْ هذا النمر ويُباهي بأنه الأقرب اليهِ والأكثر دراية بأمزجته .. ومن بآب الاحتياط بدأت الهدايا تُجمع : حَمَلَ طائرٌ صندوق تينٍ مُجفف مِنْ قوت فراخه وسافر بِهِ نحو الغرب .. نَزَعَت الطواويس ريشها لِتُزين بها غلاف الرسالة .. قطَعَت الغزلان مِنْ جلودها خيوطًا لصناعة خريطة كُتِبَ عليها ” طريق الولاء .. يبدأ مِنْ الشرق ” !! . لكن أحدٍ صغار الطير سأل : هَلْ طلبَ النمرُ شيئًا ؟؟ فجاوبته قطعان الغابة : ” الحَذَر لا يحتاج دعوةً والوفاء يُقدّم قبل أن يُطلَبْ ” !! . ومع كُلّ موسم زادت الهدايا وقلّ الطعام وتناقصت الاشجار ونَضُبَت الأنهار !! وفي ذات صباح لَمْ تصل الهدايا إلى نِمرِ الغَرب .. أُرسِلَ الهُدهد لِيعرفَ السبب !! – أينَ ما تعودناه مِنْ هدايا ؟ – إنشغلنا بالجفاف وأصوات الجوعى تتعالى !! – لا بأس .. يكفينا أن تبقوا كما أنتم .. هادئين .. صامتين .. وتذكروا النمر !! عاد الهُدهد إلى النمرِ بالخبر اليقين .. ضَحِكَ النمر وقال : كُلّ عام يرسلون ما لَمْ أطلُب .. وكُلّ واحد مِنْ رؤوساء القطعان يدّعي أنّهُ الأقرب مِني .. ثُمّ إلتفَتَ إلى مَنْ في مجلسهِ وقال : ” الخائف مِنْ الوَهم لا يحتاج إلى إفتراس .. يكفيهِ أن يَرى ظِلّي ” . المحامي فضيل العبادي رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Selalu menawarkan pendekatan modern bagi pengguna yang mengutamakan kenyamanan dalam menjelajahi hiburan digital setiap hari. Dengan integrasi yang mulus dan sistem yang ringan, situs toto memastikan setiap pemain mendapatkan kenyamanan optimal.