الأردن : بين ثبات الموقف وحملات التشكيكقراءة في معادلة الصمت والحكمة ،،،

في محيط يطغى عليهِ الصَخَب وتتنازعه الاستقطابات ، يظلّ الاردن رقمًا صعبًا في معادلة التوازن ، ودولة تحاول بثبات أن توازن بين مبادئها وثِقل الجغرافيا وضغط الواقع الاقليمي والدولي ، وَمَع كُلّ موقف يتخذه ، خصوصًا في القضايا الإنسانية أو القومية ، تُشَنّ عليهِ أعتى الحملات !! تشكيك .. تخوين .. تسطيح .. وتسفيه ، حملات يجمعها هدف واحد : النيل مِنْ مصداقيته وضرب استقراره وتسفيه نشاطه .
إنّ مواقف الأردن المبدئية في الملفات الكبرى والأساسية : دعم القضية الفلسطينية ، رفض التوطين ، إيواء ملايين اللاجئين والدفاع عَنْ المقدسات واحتضانه للحوار بَدَل الصدام . سياسات لَيست مِنْ باب الرفاهية بل نابعة من الفهم العميق للدور التاريخي الذي يلعبه ، وكأن المطلوب مِنهُ ان يصمت أو ينحني !! .
كُلّ ذلك لأنه صوت مستقل وموضع الثقة لكثير مِنْ شعوب المنطقة ولأنه يرفض المقايضة ، ولذلك جاءت هذه الحملات الاعلامية وتزييف الحقائق ومحاولة اثارة الفتن !! .
وكان صمت العقلاء والابتعاد عن المعارك الإعلامية ليس عجزًا بل لأن قيمته ترتفع جرّاء صمته وثقته بمواقفه التاريخية ومعرفة الأردنيين أنّ الحكمة ليست ضعفًا والترفع عن المهاترات ليس غيابًا عن الساحة بل هو سلوك الكبار وكرامة الواثقين .
راهن الأردن على الوعي الشعبي والخطاب المتزن والرواية الاردنية الواثقة التي لا تحتاج إلى التبرير للحفاظ عَلى هذا الاستقرار والقبول الدولي .
سيبقى الأردن رغم العواصف راسخًا في موقعه وثابتًا على مواقفه ، لا يبدد طاقاته في الجدل وإن كانت الرياح تُثير الغبار مِنْ حولهِ ، والعواصف تحجب الرؤية .. ولكن الشمس لا تُغطى بغربال والدولة التي يحرسها شعب واعٍ وقيادة متزنة لا تُهزَم بحملة ولا يُخدش وجهها بزيف أقلام.
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة